المسرح العربي يسير بخطوات بطيئة.. ووجود المهرجانات الفنية يُسهم في حدوث حراك
تربينا على الفن المصري.. و"أم الدنيا" احتضنت الفنانين الأردنيين
كانت ولا تزال الفنانة الأردنية أمل الدباس مهمومة بقضايا وطنها، إذ طوّعت موهبتها الكبيرة وحسها الفكاهي الساخر في الحديث عن قضايا المواطن، من خلال التركيز على الكوميديا السياسية والاجتماعية، لتثري من خلالها الحركة المسرحية والتلفزيونية بعشرات الأعمال، لتضع بصمتها الخاصة على كل عمل تقدمه، فكسبت محبة واحترام الجمهور.
وقع اختيار مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي في دورته الـ 19 على اختيارها شخصية المهرجان لهذا العام وتكريمها بحضور وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار؛ تقديرًا لإسهاماتها الطويلة في مجال المسرح والفن باعتبارها أبرز المؤثرين على الساحة الأردنية والعربية.
تكريم في بيتي
مشاعر فياضة غمرت "الدباس" خلال وقوفها على خشبة المسرح لتسلم التكريم، خصوصًا أن إسهامها لم يتوقف على مجال التمثيل، لكنها تولت رئاسة اللجنة العليا للمهرجان لسنوات طويلة، إذ قالت لـ موقع "القاهرة الإخبارية": "لا يُمكن أن أصف سعادتي بهذا التكريم، فهو غالٍ وعزيز على قلبي لأسباب كثيرة من بينها أنني أكرم من أسرتي وبيتي الذي قضيت فيه سنوات من العمل الجاد، حيث توليت رئاسة الهيئة العليا للمهرجان لمدة 7 سنوات، وهو من أهم المهرجانات بشخوصه وتنوعه الفني والمسرحي وكل ضيوفه، وهذا المهرجان يعني لي الكثير، وأن يأتي التكريم من بيتي فهو شرف وفخر كبير لي".
المسرح العربي
ترى الفنانة الأردنية أن الحركة المسرحية هي انعكاس للمجتمعات وتقدم قضاياهم وما يحدث فيها، لكنها أكدت أن الساحة المسرحية بالأردن لا تسير بوتيرة سريعة قائلة: "الحركة المسرحية في الأردن حالها كحال المسرح بالعالم العربي متباطئة، ولكن وجود المهرجانات الفنية يُسهم في حدوث حراك مسرحي وتبادل للثقافات والفنون العربية، ولكن نطمح لزيادة التواجد والنشاط المسرحي".
تتميز أمل الدباس التي قدمت الكثير من الأعمال المؤثرة في الأردن وخارجه بالشخصية القوية التي لا تخشى تجسيد أدوار في موضوعات مجتمعية مؤثرة، حيث كانت شغوفة بالكوميديا السياسية لتقول حول ذلك: "بدأت بالمسرح الجاد واتجهت للمسرح الجماهيري والكوميدي السياسي الذي اعتبره الأصعب والأخطر؛ لأننا نتناول موضوعات قوية ونسمي الأشياء والشخصيات بمسمياتها، وشغوفة بهذه الحالة وتقديم هذا النوع من الفنون؛ لأنها تتماس بشكل مباشر مع المسرح، والمسرح لا يكتب إلا بوجود الجمهور لأنه يجد نفسه على خشبة المسرح ونجسد طموحه وتحدياته وآماله بالحياة من خلال المسرح وتناول القضايا المختلفة".
بصمة تلفزيونية
لم تتخصص أمل في المسرح فحسب، ولكن كانت لها بصمة مؤثرة في التلفزيون، والذي يبدو أنه استهواها في الفترة الماضية، لتقول عن ذلك: "قدمت آخر عمل مسرحي العام الماضي، ولكن من بعدها تغيبت عن المسرح لانشغالي في التلفزيون الذي أخذ وقتي على حساب المسرح الذي قضيت فيه سنوات طويلة".
تنشغل "الدباس" بالتحضير لمسلسل جديد ستعرضه في موسم رمضان المقبل، وحول تفاصيله تقول: "أجري التجهيز لعمل درامي لموسم رمضان 2025 وهو لايت كوميدي "سيت كوم"، وسيتم تقديمه على أجزاء، وأتقاسم البطولة مع فنان عربي كبير سيكون مفاجأة، وسيقدم هذا العمل على مستوى الوطن العربي، وهو عبارة عن شخصيات ثابتة، لوكيشن ثابت بأحداث جديدة في كل حلقة".
منارة الفن
مصر التي احتضنت الكثير من الفنانين العرب بينهم فنانون أردنيون تميزوا على الساحة الفنية المصرية، وحققوا نجاحات كبيرة وشهرة في الوطن العربي، مثل إياد نصار ومنذر رياحنة وركين سعد، وحول ذلك قالت الفنانة الأردنية: "نحن فخورون بالفنانين الأردنيين الذين أخذوا معهم اسم الأردن وكبروا وانتشروا في مصر، ونجوم الأردن في مصر فخر كبير لنا".
وتضيف: "مصر هي منارة للفن ولكن لم تتح لي الفرصة للعمل بها، خصوصًا أنه عندما يصل الفنان إلى مرحلة ومكانة معينة في بلده يكون من الصعب أن تبدأ من الصفر في مكان آخر، ولكن العمل في مصر مكسب كبير، فهي حاضنة لكل الفنون وشرف لأي فنان العمل بها، وفضلها كبير في إثراء الفن بالساحة العربية".