تتجه الأنظار نحو المناظرة المرتقبة بين الرئيسين الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب، اليوم الخميس، والتي تكشف، حسب تقرير نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، عن تباينات حادة في رؤية المرشحين للسياسة الخارجية الأمريكية، خاصة في ما يتعلق بالحروب في أوكرانيا وغزة.
الحروب وأجندة الناخبين
كشف استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في فبراير الماضي أن غالبية الأمريكيين يعتبرون الحربين في أوكرانيا وغزة ذات أهمية كبيرة، في تحديد مسار الانتخابات بشكل عام.
وأوضح جاكوب بوشتر، نائب مدير الأبحاث في المركز، أن 59٪ من الأمريكيين يرون أن الحرب في أوكرانيا مهمة، بينما يعتبر 65٪ منهم أن الحرب على غزة كذلك.
وتشير هذه الأرقام تشير إلى أن مواقف المرشحين من هذه القضايا قد تلعب دورًا محوريًا في التأثير على قرارات الناخبين.
تحديات بايدن
يواجه "بايدن" تحديًا كبيرًا في استعادة دعم الناخبين الديمقراطيين والليبراليين الذين ينتقدون موقفه من الصراع في غزة، وفي هذا السياق، تقول دينا سميلتز، نائبة رئيس الرأي العام والسياسة الخارجية في مجلس شيكاجو للشؤون العالمية: "على بايدن أن يستعيد تحالفه مع الناخبين الشباب والأقليات، وأن يوضح أسباب مواقفه تجاه إسرائيل على وجه الخصوص".
نهج ترامب
على الجهة المقابلة، يتوقع أن يركز ترامب على شعاره "أمريكا أولًا"، وهو نهج قد يجذب الناخبين المستقلين وغير المحسومين، وتشير "سميلتز" إلى أن هؤلاء الناخبين يميلون للنظرة السلبية تجاه المشاركة الأمريكية في الخارج، ما قد يصب في صالح الرئيس الجمهوري السابق.
كما أن أنصار ترامب يرون أن فلسفته تدفع حلفاء الولايات المتحدة لتحمل مسؤولية أكبر عن أمنهم ودفاعهم.
المساعدات الخارجية
في فبراير الماضي، اقترح ترامب تحويل جميع المساعدات الخارجية الأمريكية إلى قروض، وهو ما قد يثير جدلًا واسعًا.
في المقابل، من المرجح أن يركز بايدن على معارضة ترامب وحلفائه لدعم أوكرانيا، وهو موقف ما قد يجذب غالبية الديمقراطيين والمستقلين الذين يؤيدون استمرار المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا.
رؤية المرشحين للنزاعات
أشارت "ذا هيل" إلى أن ترامب لم يقدم تفاصيل كثيرة حول كيفية حل الحروب في أوكرانيا وغزة، لكنه ادعى أنه سيتوسط لاتفاق بين نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال 24 ساعة لإنهاء الحرب.
أما بايدن، فقد وعد بعدم إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا، مع التأكيد على دعمه المستمر للبلد.
من المتوقع أن يحاول مقدمو المناظرة استدراج ترامب للحديث عن إسرائيل، وهو موضوع تحدث عنه قليلًا مؤخرًا.
وقد دعا ترامب إسرائيل إلى "إنهاء ما بدأته"، لكنه انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تحول حاد عن سياسته المؤيدة بشدة لإسرائيل خلال فترة رئاسته الأولى.
تأثير المناظرة دوليًا
أكدت الصحيفة أن المناظرة ستحظى باهتمام كبير من المشاهدين في الخارج، إذ ينظر الكثيرون إلى مستقبل الحرب في أوكرانيا وغزة على أنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بهوية الرئيس الأمريكي في عام 2025.
وتختتم سميلتز قائلة: "هناك فرق كبير بين بايدن وترامب، وأعتقد أنه من المهم للغاية أن يبرز هذا الفرق خلال المناظرة، لأنه يمكن أن يغير مكانة أمريكا في العالم وكيف يفكر حلفاؤنا فينا".