مع اقتراب أول مناظرة تلفزيونية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب، المقرر لها 27 يونيو الجاري، يحاول المتنافسان على رئاسة البيت الأبيض، التجهيز جيدًا للمناظرة، والتي تعتبر الخطوة الأولى للوصول إلى البيت الأبيض، قبل الانتخابات الرئاسية المقرر لها نوفمبر المقبل.
نقاط الضعف
ويعكف الفريقان للاستعداد للمناظرة، واستغلال نقاط ضعف كل فريق، إذ يدرك كلا المرشحين تأثير ومخاطر اللقاء الأول، ما دفعهما للاجتماع مع فريقيهما للتحضير للهجمات، وتشكيل الدفوع، والإطاحة بالمنافس مبكرًا، وتسهيل حسم انتخابات نوفمبر بحسب شبكة "سي إن إن".
وأمضى كلا الفريقين الأسابيع الماضية في العمل على إثبات مدى ملاءمة منافسهما للمنصب، في الوقت الذي يواجه الطرفان أوقاتًا صعبة، فمن ناحية يخضع "ترامب" لمحاكمة جنائية، بينما يتعرض "بايدن" لضغوط هائلة بسبب محاكمة ابنه هانتر بايدن.
تحضيرات من قمة الجبل
ومن أجل الاستعداد، سيجمع بايدن مساعدين موثوقين هذا الأسبوع في كامب ديفيد، المنتجع الرئاسي الواقع على سفح الجبل، لعدة أيام من المناقشات والتحضيرات المكثفة.
في الجلسات التحضيرية التي بدأت بالفعل، ركز بايدن على سبل محاسبة ترامب على مسرح المناظرة، وهو ما يعكس استراتيجية حملته منذ أشهر إذ أصبح الرئيس أكثر انتقادًا بشكل متزايد لترامب ويخطط لطرح هذا الموضوع في المناقشة".
ويقود رون كلاين، كبير موظفي بايدن السابق الاستعدادات للمناظرة، ولن تكون هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها بذلك الأمر، إذ ساعد بايدن في الإعداد لمناظرة عام 2020، كما قاد الاستعدادات لهيلاري كلينتون في عام 2016، وباراك أوباما في عامي 2008 و2012، وجون كيري في عام 2004.
في عام 2020، قال بايدن إن استراتيجيته التحضيرية للمناظرة تضمنت "مراجعة تصريحات "ترامب" والأكاذيب المتعددة التي قالها بحسب وصفه، وقد تبدو استعدادات بايدن للمناظرة مشابهة لمواجهته نفس الخصم.
أهداف ترامب
وعلى الجانب الآخر ترفع حملة ترامب، كما فعلت قبل أربع سنوات، التوقعات بشأن مهارات المناظرة التي يتمتع بها الجمهوري.
وقال جيسون ميلر، كبير مستشاري ترامب، إن الرئيس ترامب يجري العديد من المقابلات الصعبة كل أسبوع ويلقي خطابات حاشدة مطولة أثناء وقوفه، مما يدل على قدرة النخبة على التحمل، قائلاً يحتاج إلى برمجته من قبل الموظفين.. كما يفعل جو بايدن.
وفي الوقت نفسه، يهدف ترامب إلى طمأنة الناخبين بأنه يمكن أن يكون رئيسًا أكثر ثباتًا وفعالية من بايدن، على الرغم من القضايا القانونية التي تدور حوله والنهج المثير لمواقفه السياسة.
ويركز ترامب على الخطابة، أكثر من السياسة، كما حدث في السابق أثناء التحدث عن خصومه ومهاجمة المشرفين، والتي ظلت عالقة في ذهن المشاهدين.
قواعد للمناظرة
اتفق الرئيس جو بايدن ومنافسه دونالد ترامب على قواعد أول مبارزة تلفزيونية بينهما في نهاية الشهر، إذ يجب أن تستمر 90 دقيقة، سيكون هناك مقدمان للمناظرة، لكن لا يوجد جمهور في الاستوديو، والتي تعقد على شبكة سي إن إن.
وقالت شبكة سي إن إن: "سيتم تحديد المراكز على المنصة من خلال رمي العملة المعدنية، كما تم النص على أن يكون ميكروفون المتحدث فقط مفتوحًا في المرة الواحدة، وسيتم كتم صوت ميكروفون الشخص الآخر خلال هذا الوقت.
وبحسب المعلومات فإن المرشحين يحصلان فقط على قلم وورقة وزجاجة ماء، وستكون هناك فترتان إعلانيتان خلال المناظرة التي ستستمر لمدة ساعة ونصف، والتي سيتم تسجيلها في مدينة أتلانتا، جورجيا، ولا يُسمح لـ"بايدن" و"ترامب" بإجراء أي اتصال مع موظفيهما هناك.
وسيستخدم المشرفان على المناظرة جيك تابر ودانا باش "الأدوات المتاحة لهما لفرض التوقيت وضمان إجراء مناقشة متحضرة".
خطوة قبل الترشح
ولم يتم حتى الآن ترشيح بايدن وترامب رسميًا كمرشحين للرئاسة عن حزبيهما للانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر، لكن يعتبر ذلك بالنسبة لكليهما مجرد إجراء شكلي.
وفاز ترامب البالغ من العمر 78 عامًا بالفعل في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بسهولة، على الرغم من أنها لم تنته بعد، ولا يواجه بايدن البالغ من العمر 81 عامًا بمنافسة واعدة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي لا تزال مستمرة أيضًا.
ومن المقرر أن يقوم الجمهوريون بتسمية مرشحهم الرئاسي في مؤتمر للحزب في ميلووكي بولاية ويسكونسن في منتصف يوليو، وسيتبع ذلك مؤتمر الترشيح الديمقراطي في أغسطس في شيكاغو، إلينوي.
مناظرة أخرى في سبتمبر
وقبل انتخابات 2020، التي خسرها ترامب أمام بايدن، خاض الاثنان أيضًا مبارزتين تلفزيونيتين، كلاهما استمر في مقاطعة الآخر.
ومن المرجح أن تشهد الانتخابات الأمريكية مبارزة أخرى بين الرئيس بايدن ومنافسه ترامب، في العاشر من سبتمبر المقبل.