بدأت رومانيا مشروع توسيع قاعدة ميهايل كوجالنيشينو الجوية، الواقعة بالقرب من الحدود الأوكرانية، وبينما تنتظر 6 طائرات "يوروفايتر تايفون" تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني على الممر، يسرع الموظفون لإضافة اللمسات الأخيرة قبل الإقلاع.
تأخذ قاعدة "ميهاي كوجالنيشينو" الجوية اسمها من القرية المجاورة لها. والآن، يتحول هذا المكان إلى أكبر قاعدة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا، ليفوق قاعدة رامشتاين في ألمانيا.
تكلفة باهظة
وبحسب وسائل إعلام رومانية، خصصت البلاد ميزانية تبلغ نحو 2.7 مليار دولار لمشروع توسيع وتحديث القاعدة العسكرية.
وفي نطاق المشروع، سيتم بناء مدرج جديد وبرج حراسة وحظائر إضافية لتخزين المعدات العسكرية الحالية والمستقبلية، بحسب موقع "جمهوريت" التركي.
وذكر قائد القاعدة العقيد نيكولاي كريتو، أن "ضم روسيا للأراضي الجورجية عام 2008 وشبه جزيرة القرم عام 2014 كان فعالًا في قرار التوسع".
وبينما تتمتع القاعدة العسكرية بإمكانية الوصول المباشر إلى البحر الأسود، فإن قربها من الأراضي الروسية يجذب الانتباه أيضًا.
ومع توسيع القاعدة العسكرية، من المقرر أن تصبح واحدة من أكبر القواعد الجوية لحلف شمال الأطلسي في أوروبا.
إمكانيات ضخمة
وستضم القاعدة قريبا سربًا من طائرات F-16 الرومانية التي تم شراؤها مؤخرًا من النرويج، بالإضافة إلى طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper، ومدينة عسكرية سيتناوب من خلالها أفراد جيش الناتو والقوات الجوية والبحرية من 32 دولة.
وتقع القاعدة على بعد 20 كيلومترًا فقط (12 ميلًا) من ساحل البحر الأسود، وعلى بعد 300 كيلومتر من أوديسا، وعلى بعد 400 كيلومتر من مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا.
معلومات استخباراتية
ووفقًا لـ"BBC"، قال طيار سلاح الجو الملكي البريطاني الملازم أول تشارلي تاج: "يتعزز الوجود الأمريكي في القاعدة، وكذلك هناك الكثير من البنية التحتية وأماكن الإقامة والأشخاص والمعدات."
تابع: "لقد حصلنا على رادارات جديدة مما سيسمح لنا باكتشاف التهديدات والتعامل معها على مسافات بعيدة"، مضيفًا: "في السابق كنا هنا لردع أي عدوان روسي.. والآن أصبح الأمر بمثابة طمأنة لدول الناتو الأخرى بأننا موجودون هنا وعلى استعداد للدفاع".
وذكر تاج أن "القاعدة العسكرية توفر لنا معلومات استخباراتية قيمة، فنحن نسجل الأرقام التسلسلية للطائرات والأسلحة التي تحملها الطائرات الروسية، لذا فهي تغذي الصورة الاستخباراتية بأكملها أيضًا".
ووصف تاج المدينة العسكرية الموجودة بالقاعدة، قائلًا: "نحن نحاول توفير الدعم وسبل الراحة لـ 1840 جنديًا أمريكيًا تدعمهم القاعدة حاليًا.. إذ نسعى لضمانهم الشعور بوجودهم بمكان يشبه المنزل أثناء وجودهم هنا.. لذلك فهو في الحقيقة لا يختلف عن أي مجتمع ولا يوجد سوى سياج حوله".