وجه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون ضربة قوية إلى خصمه السياسي كير ستارمر، زعيم حزب العمال، بسبب تصريح مثير للجدل أدلى به الأخير، معربًا عن تمنيه فوز زعيم الحزب السابق جيريمي كوربين في انتخابات 2019، ما أثار عاصفة من الردود والتحليلات، سلطت الضوء على قضايا حساسة تتعلق بالسياسة الخارجية البريطانية، وخاصة الموقف من الحرب في أوكرانيا.
قنبلة سياسية
كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن تفاصيل مثيرة للاهتمام حول التصريح الذي أدلى به زعيم حزب العمال كير ستارمر في برنامج "بي بي سي كويسشن تايم"، إذ أعرب الأخير عن تمنيه فوز جيريمي كوربين في انتخابات 2019 وتوليه منصب رئيس الوزراء، فيما أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذا التصريح، الذي قد يبدو للوهلة الأولى مجرد إبداء رأي سياسي، سرعان ما تحول إلى قنبلة سياسية موقوتة.
وفقًا للصحيفة، اعتبر "جونسون" هذا التصريح "مرعبًا تمامًا"، مشيرًا إلى أنه يكشف عن "عدم إدراك حزب العمال لمدى خطورة العالم اليوم".
ويبدو أن جونسون يرى في هذا التصريح ما هو أكثر من مجرد دعم لزميل سابق في الحزب، بل إشارة مقلقة إلى توجهات سياسية قد تؤثر على مستقبل بريطانيا ودورها في الساحة الدولية.
كوربين وأوكرانيا
ركز "جونسون" في مقاله المطول على موقف كوربين من الحرب الروسية الأوكرانية، معتبرًا إياه محور الإشكالية.
وأشارت "ديلي ميل" إلى أن كوربين دعا صراحة إلى فرض حظر على تسليح أوكرانيا، مستشهدة بتصريحه: "إن ضخ الأسلحة لن يأتي بحل".
وفي تحليل عميق لتداعيات هذا الموقف، اعتبر جونسون أنه لو كان كوربين رئيسًا للوزراء وقت اندلاع الحرب، لكانت بريطانيا تخلت عن دورها القيادي في دعم كييف.
ويرى جونسون أن هذا كان سيؤدي إلى تغيير جذري في موازين القوى الدولية، مع احتمال ترك أوكرانيا لمصيرها في مواجهة روسيا.
ماذا لو كان كوربين رئيسًا للوزراء؟
في جزء مثير من مقاله، رسم جونسون صورة افتراضية لما كان يمكن أن يحدث لو كان كوربين في منصب رئيس الوزراء وقت اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وفقًا لـ"ديلي ميل"، تخيل جونسون كوربين جالسًا في الاجتماعات الحاسمة لمجموعة السبع وحلف الناتو، معارضًا بشدة أي محاولة لدعم أوكرانيا عسكريًا.
وأضاف جونسون أنه في ظل قيادة كوربين، لم تكن بريطانيا سترسل الـ2000 صاروخ مضاد للدبابات التي ساعدت أوكرانيا في الأسابيع الأولى من الحرب، بل على العكس، كانت ستحاول عرقلة أي جهود غربية لدعم كييف، وهذا السيناريو، كان سيؤدي إلى استجابة غربية مختلفة تمامًا وأسوأ بكثير للشعب الأوكراني، بحسب جونسون.
تداعيات على السياسة الخارجية
حذرت "ديلي ميل" من التداعيات المحتملة لتصريحات ستارمر على السياسة الخارجية البريطانية، ونقلت عن جونسون قوله إن "تأييد ستارمر لرئاسة كوربين للوزراء يثير شكوكًا جدية حول التزام حزب العمال تجاه أوكرانيا، والتزام بريطانيا تجاه أوكرانيا في ظل حكومة عمالية".
وفي تحليل أعمق، أشار جونسون إلى أن هذا الموقف "يذكرنا بأن الكثيرين في حزب العمال ما زالوا يظهرون احترامًا غريبًا لماضيهم، ويبدون خضوعًا لموسكو".
هذا التحليل يثير تساؤلات جدية حول توجهات السياسة الخارجية البريطانية في حال فوز حزب العمال في الانتخابات القادمة.
دعوة للمساءلة
في ختام مقاله الناري، وجه جونسون دعوة صريحة لمساءلة ستارمر، ونقلت "ديلي ميل" عنه قوله: "يجب الآن وضع ستارمر في موضع المساءلة بلا هوادة، عليه أن يتراجع عن تصريحاته، لا يمكنك دعم كوربين ودعم أوكرانيا في الوقت نفسه".
وفي تصعيد لافت، أضاف جونسون: "ما لم يتراجع عن تأييده لرئاسة كوربين للوزراء، ويعلن صراحة دعمه لأوكرانيا، فإن كير ستارمر ببساطة غير مؤهل لمنصب رئيس الوزراء".
هذا التصريح يضع ستارمر في موقف صعب، ويجبره على توضيح موقفه بشكل قاطع قبل الانتخابات.
انتخابات مصيرية
أشارت "ديلي ميل" إلى أن هذه التصريحات والردود عليها تأتي قبل 13 يومًا فقط من انتخابات قد تكون "حاسمة" في تاريخ بريطانيا.
وحذر جونسون من أن الناخبين البريطانيين قد يقررون "الانعطاف بحدة نحو اليسار" في وقت تتجه فيه العديد من الدول الغربية نحو يمين الوسط.
وفي تحليل للوضع العالمي، أشار جونسون إلى التحديات التي تواجهها الديمقراطيات الغربية من قبل الأنظمة الاستبدادية. هذا التحليل يضع الانتخابات البريطانية القادمة في سياق أوسع، ويجعلها ذات أهمية استراتيجية ليس فقط لبريطانيا، بل للعالم الغربي بأكمله.