الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سوناك يستخدم "فزاعة الضرائب" لاستقطاب الناخبين في معركته ضد "العمال"

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في محاولة لاستعادة قاعدته الانتخابية التقليدية من الناخبين، لجأ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لاستخدام "فزاعة الضرائب" في برنامجه الانتخابي، إذ وعد بخفض ضريبة التأمين الوطني على العمالة، وأشار إلى أن المزيد من التخفيضات الضريبية ستأتي حال فوز حزب المحافظين في الانتخابات.

بشكل محدد، طرح "سوناك" خفضًا إضافيًا بمقدار بنسين لضريبة التأمين الوطني بحلول عام 2027، وإلغاء هذه الضريبة بالكامل للعاملين لحسابهم الخاص.

وبحسب صحيفة "بوليتيكو"، تهدف هذه الخطوات إلى استعادة التأييد من الناخبين المحافظين التقليديين في المناطق الثرية في ضواحي إنجلترا، والتي تعد معاقل انتخابية للحزب.

مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في المملكة المتحدة المقرر إجراؤها في 4 يوليو، تكثف الأحزاب السياسية جهودها لعرض برامجها الانتخابية على الناخبين، وتطرح هذه الانتخابات التصويت على أعضاء البرلمان الذين سيمثلون المقاطعات الـ650 في البلاد بمجلس العموم.

الهجوم على العمال

على الرغم من ترويج "سوناك" لخفض الضرائب، لاحظت صحيفة "بوليتيكو" أن الخفض السابق عام 2019 في ضريبة التأمين الوطني لم ينجح في تحسين نتائج استطلاعات الرأي لصالح حزب المحافظين، كما أنه لم يمنع ارتفاع العبء الضريبي الإجمالي في بريطانيا إلى مستويات قياسية خلال فترة حكم المحافظين.

وفي محاولة للهجوم على منافسه الرئيسي حزب العمال، كرر سوناك ادعاءً مثيرًا للجدل بأن حزب العمال سيرفع الضرائب على الجميع بأكثر من 2000 جنيه إسترليني إذا فاز في الانتخابات، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن هذا الرقم مستمد من تقديرات مستشاري الحزب السياسيين، ولن يُطبق إلا على مجموعات محددة من الناخبين على مدى خمس سنوات.

قضايا أخرى

بالإضافة إلى موضوع الضرائب، تطرق سوناك في خطابه إلى قضايا أخرى مثل الهجرة وتملك المنازل، إذ تحدث بلهجة متشددة عن وقف تدفق المهاجرين عبر قوارب صغيرة في القناة الإنجليزية (المانش)، ووصف حزبه بأنه "حامي الديمقراطية القائمة على تملك الممتلكات".

ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن البعض في حزب المحافظين قد يرى عدم ذهاب سوناك إلى حد التعهد بسحب بريطانيا من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان أمرًا مخيبًا للآمال، وهو ما كان من شأنه أن يسهل تنفيذ مخططه المثير للجدل بترحيل المهاجرين إلى رواندا.

الاعتراف بالخطأ

على جانب آخر، أظهر سوناك بعض التواضع والاعتراف بالأخطاء بعد 14 عامًا من حكم حزب المحافظين، إذ أقرَّ قائلًا: "الناس غاضبون من الحزب ومني شخصيًا.. الأمور لم تكن سهلة دائمًا، ولم نحصل على كل شيء بشكل صحيح.".

وعلى الرغم من دفاعه عن سجل حزب المحافظين خلال فترة حكمه، والإشادة بإنجازات الحزب تحت قيادة بوريس جونسون في إنجاز "بريكست" و"بدء عملية رفع مستوى البلاد"، لاحظت الصحيفة أن سوناك تخلى خلال برنامج هذا العام عن سياسة "رفع مستوى البلاد" التي كانت جذابة للناخبين المحافظين في المناطق الصناعية والتعدينية السابقة في عام 2019.

بدلًا من ذلك، ركز سوناك على رسالة محافظة أساسية تقليدية، إذ لم يتطرق إلى سياسة "رفع مستوى البلاد" سوى مرة واحدة في خطابه لأقل من 30 ثانية، كما لم يقدم عرضًا كبيرًا في البرنامج الانتخابي لكسر الفوارق الإقليمية عبر المملكة المتحدة.

وخلصت "بوليتيكو" إلى أن حجة سوناك الرئيسية للناخبين هي أنهم على الأقل يعرفون ما ينتظرهم مع حزب المحافظين، على عكس حزب العمال الذي اتهمه بعدم وجود خطة واضحة.