كشفت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية أن بيان حزب العمال، الأسبوع المقبل، سيتضمن خطة للاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية "كجزء من عملية السلام"، مشيرة إلى أن "هذا الالتزام اللافت للنظر، يهدف إلى حل الخلافات العميقة داخل حزب العمال، والتي أدت إلى انقسامات كبيرة بين اليسار والوسط، وشهدت معاقبة الناخبين المسلمين للحزب في الانتخابات المحلية، الشهر الماضي".
ومع مشاركة الآلاف من أعضاء حزب العمال في المسيرات الأسبوعية المؤيدة لفلسطين، والمخاوف من أن الناخبين المسلمين يديرون ظهورهم للحزب، تحرك "ستارمر" لمحاولة إعادة توحيد الفصائل المتحاربة قبل الانتخابات.
لكن "ذي إندبندنت" لفتت إلى أنه قد يكون الوقت قد فات لإقناع الذين أغضبهم دعم الزعيم العمالي إسرائيل، إلى جانب ما اعتُبر بمثابة "تطهير للمرشحين المؤيدين للفلسطينيين"، بما في ذلك فايزة شاهين، مرشحة تشينجفورد، وودفورد جرين، التي تم استبدالها في مجلس النواب بعضو من الحركة العمالية اليهودية.
كما أدى اختيار مرشحين مثل الناشط المؤيد لإسرائيل لوك أكيهرست في شمال دورهام، ومدير الشؤون القانونية أليكس باروس كيرتس، الذي قاد الحملة ضد معاداة السامية، وجيريمي كوربين في كارديف ويست، إلى تأجيج الانقسامات.
ويبدو أن البيان يهدف إلى بناء تحالف واسع من الدعم لحزب العمال حول رجال الأعمال والنقابات والنشطاء العماليين؛ كما أشارت الصحيفة.
ووفق "ذي إندبندنت"، يبلغ طول البيان أكثر من 50 صفحة.
وقف الخسائر
لم يكن الموقف الجديد الذي اتخذه حزب العمال البريطاني مفاجئًا للغاية، فمع خسائره في الانتخابات المحلية، اعترف بات ماكفادين، رئيس حملة الحزب في الانتخابات المحلية، بأن موقف الحزب من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة "كلفه العديد من المقاعد في الانتخابات".
كما اعترفت راشيل ريفز، وزيرة الخزانة في حكومة الظل، بالصعوبة التي يشكلها موقف حزب العمال بشأن العدوان، قائلة إنها "تأسف عندما يقرر شخص ما أنه لا يستطيع التصويت لصالح حزب العمال".
وأضافت: "إن أي شخص يرى المشاهد تتكشف على شاشات التلفزيون لدينا، بما في ذلك نهاية هذا الأسبوع برفح والأشخاص الذين نزحوا عدة مرات، لا يمكن إلا أن يتأثروا بتلك المشاهد".
وبسبب نهج الحزب بشأن غزة، خسر حزب العمال أغلبيته التي دامت 13 عامًا في "أولدهام"، التي كانت تقلصت بالفعل بسبب الانشقاقات في الشهر الماضي، كما أن بعض الناخبين المسلمين بقوا في منازلهم، في حين دعم العديد منهم المرشح المستقل المؤيد لغزة أحمد يعقوب.
وفي وقت سابق، نقلت "ذي إندبندنت"، عن زارا محمد، الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني: "إن عدم الرضا عن السياسيين واضح، والرد على الفظائع في غزة ليس سوى قمة جبل الجليد".
وكان أحد المطالب الرئيسية لتجمع "الصوت المسلم" -حملة انتخابية تضم في عضويتها 20 منظمة إسلامية ببريطانيا وتنشط في حث الناخبين المسلمين على دعم المرشحين المؤيدين للقضية الفلسطينية- هو أن يعتذر ستارمر عن "الضوء الأخضر للإبادة الجماعية" التي تمارسها إسرائيل.
وتعلق ذلك الطلب بالدعم الأولي الواضح الذي قدمه زعيم المعارضة البريطانية لحجب إسرائيل المساعدات الإنسانية عن غزة، إذ عندما سُئل على قناة LBC في 11 أكتوبر عمّا إذا كان قطع الكهرباء والمياه عن الفلسطينيين هو الرد المناسب، أجاب ستارمر: "أعتقد أن إسرائيل لديها هذا الحق.. لا أريد الابتعاد عن المبادئ الأساسية المتمثلة في أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وأن حماس تتحمل المسؤولية عن الأعمال الإرهابية".
لكن، سرعان ما تراجع زعيم حزب العمال البريطاني، في وقت لاحق عن هذه التصريحات، وسط مخاوف داخل الحزب من أنها أثارت غضب الناخبين، خاصة في المجتمعات المسلمة.