بين المنح والمنع، يقع أولياء الأمور في صراع أمام أبنائهم حول استخدام الألعاب الإلكترونية، ففي الوقت الذي يسمح فيه البعض لأبنائهم بالتعامل مع الإلكترونيات المختلفة كي يتماشوا مع التطور التكنولوجي الذي يعيشه العالم، يفرض البعض الآخر شروطًا صارمة تصل إلى حد منع الأطفال ورفضهم فكرة التعرض لمحتوى هذه الألعاب، لخطورتها الشديدة.
في هذا السياق، قال المهندس إياد بركات، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن الألعاب الإلكترونية والتطبيقات التكنولوجية أصبحت تجمع كمًا هائلًا من المعلومات عن المستخدمين.
أضاف "بركات"، في مداخلة على شاشة "القاهرة الإخبارية" من العاصمة لندن، أن الألعاب الإلكترونية تؤدي دور الأجهزة الإلكترونية المختلفة في معرفة كل الأمور الخاصة بالطفل الذي يستخدمها.
تابع أنه يوجد اتفاق ضمني بين مصنعي الأجهزة والمبرمجين والشركات المالكة للألعاب بالسماح بتجميع هذه المعلومات التي تصل لدرجة أن المعلومات تكون شخصية ودقيقة، لدرجة أن المستخدم لا يعرف عن نفسه ما تعرفه التطبيقات عنه.
أوضح أن الهدف من جمع المعلومات هو مساعدة الشركات في تصميم ألعاب وتطبيقات وابتكارات بشكل أفضل مناسبة للفئات العمرية المختلفة، يضمن لها مواصلة المستخدم في البقاء ضمن زبائنها.
شدد خبير تكنولوجيا المعلومات على ضرورة أن يكون هناك انتباه من المُشرّعين حول العالم لإجبار شركات الهواتف الذكية والتطبيقات بإلزامها -بالقانون- بالتصرف بشكل جيد، فيما يتعلق بالألعاب التي تخص الطفل.
أشار إلى ضرورة وجود وعي لدى الأسرة حول ماهية التطبيقات والألعاب الإلكترونية التي يستخدمها الابن، وتوجيهه نحو الصحيح منها، وإبعاده عمّا لا يتماشى مع فئته العمرية.
اقترح خبير تكنولوجيا المعلومات على أولياء الأمور تحول أبنائهم من مستهلكين إلى منتجين بتشجيعهم على تعلم البرمجة والوظائف المرتبطة بالألعاب الإلكترونية التي بدأت تظهر في هذا العالم، في ظل أنه سوق يضخ فيه مئات المليارات من الدولارات.