بعد تطورات وصلت إلى 6 أعوام، أعلنت مجموعة La Clef Revival، أمس الأربعاء، أنها وقعت صفقة استحواذ على صالة السينما الباريسية La Clef مقابل مبلغ قدره 2,7 مليون يورو، ما جعل عددَا من الشخصيات السينمائية يدعمون هذه الصالة لإنقاذها، من بينهم المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، بحسب وكالات.
وتُعدّ هذه الصالة من الأماكن القليلة التي صمدت في "الحي اللاتيني"، المعروف بمكتباته ومقاهيه المزدحمة بالطلاب، لقربها من جامعة السوربون، والذي اجتاحت فيه المضاربة العقارية شيئًا فشيئًا معالم الغليان الفكري الذي ميّزه في سبعينات القرن العشرين.
ولهذه الصالة دلالة رمزية أخرى، إذ تعبّر عن أهمية الفن السابع في العاصمة الفرنسية المشهورة بارتفاع معدّل عدد دور السينما فيها لكل شخص من سكانها.
ويأتي الإعلان عن الصفقة بعد أسبوع من إغلاق "أو جي سي نورماندي"، إحدى آخر دور السينما عند جادة الشانزليزيه الشهيرة.
ورغم عدم كونها جزءًا من شبكات دور السينما العملاقة، اكتسبت La Clef مكانة خاصة من خلال إعطائها شاشتها لأعمال المخرجين الأفارقة أو الآسيويين أو الأمريكيين الجنوبيين، الذين نادرًا ما تعرضهم الصالات التجارية الأخرى، إذ تعتزم الحفاظ على تميّزها هذا والاستمرار في مكان لعرض الأفلام النادرة.
واستُحدثت لدار La Clef هيكلية إدارية متشابكة مستوحاة من الاقتصاد التعاوني، تتولى إدارتها وضمان استقلاليتها على المدى الطويل.
وكانت أبرز وجوه "سينما المؤلف" في فرنسا والتي استنفرت في الأعوام الستة الأخيرة للمطالبة بالإبقاء على La Clef، وشهدت معركة الحفاظ عليها عرائض وتحركات احتجاحية ميدانية، منذ قررت الجهة المالكة لها بيعها، لكن موظفين سابقين في La Clef مدعومين من عدد من عشاق الفن السابع تحركوا لوقف البيع، ووصلوا إلى حد احتلال المبنى، وتلقوا دعم مارتن سكورسيزي من خلال مقطع فيديو ومقال في صحيفة "ليبراسيون"، مشددًا على ضرورة استمرار La Clef.
وتمكّن أصدقاء الدار من جمع مبلغ إجمالي قدره مليونا يورو من التبرعات، ومن مزاد فني ساهم فيه المخرج الأمريكي ديفيد لينش.
وستفتح La Clef أبوابها موقتًا لأربعة أيام اعتبارًا من 27 يونيو الجاري، على أن تخضع بعد ذلك لورشة إعادة تأهيل تستمر عامًا، لإصلاح جدرانها المتهالكة ومقاعدها المتداعية وجعلها مطابقة للمعايير الإلزامية، وتتطلب هذه الأشغال جمع 600 ألف يورو إضافية.