الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قمة سويسرا.. رحلة "مضيعة الوقت" للسلام في أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

اجتمع العشرات من زعماء العالم في منتجع بورجنشتوك السويسري، منذ أمس السبت، لمناقشة كيفية إحلال السلام في أوكرانيا التي مزقتها الحرب، على الرغم من أن أي آمال في تحقيق انفراج حقيقي انعدمت بسبب غياب روسيا.

البيان الختامي

وأفادت مسودة البيان الختامي الصادر عن قمة سويسرا رفيعة المستوى للسلام في أوكرانيا، اليوم الأحد، بأن "الحرب المستمرة التي تشنها روسيا على أوكرانيا تواصل التسبب في معاناة إنسانية ودمار واسع النطاق وخلق أزمات ذات تداعيات على العالم".

وجاء في المسودة، أن القمة عُقدت من أجل تعزيز حوار رفيع المستوى حول مسارات نحو التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم لأوكرانيا على أساس القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.

وعبّر الزعماء في المسودة عن الاعتقاد "بأن التوصل إلى سلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف والحوار فيما بينهم".

وأشارت المسودة إلى أن "ميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك مبادئ احترام سلامة أراضي وسيادة جميع الدول يمكن أن يشكل أساسًا لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا".

دول رفضت التأييد

ولم يحظ البيان الختامي لقمة السلام الأوكرانية المنعقدة في سويسرا بتأييد جميع الدول المشاركة. ووفقًا لقائمة نشرتها سويسرا، وافق على البيان 80 دولة فقط من أصل 93 دولة مشاركة في ختام القمة التي استمرت يومين.

كانت الهند والمكسيك والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وتايلاند والإمارات العربية المتحدة -التي كان يمثلها وزراء الخارجية أو مبعوثون على مستوى أدنى- من بين الدول التي لم توقع على الوثيقة النهائية، التي ركزت على قضايا السلامة النووية والأمن الغذائي وتبادل الأسرى. ولم توقع البرازيل، وهي دولة "مراقبة"، لكن تركيا -التي سعت في بعض الأحيان للعمل كوسيط بين روسيا وأوكرانيا- فعلت ذلك.

تعليقات القادة

وبدورها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الأحد، أن القمة حول السلام في أوكرانيا، جعلت السلام أقرب لكن السلام الحقيقي لن يتحقق في خطوة واحدة، وأن الطريق إليه يتطلب الصبر والإرادة.

وقالت بعد المحادثات "نعلم أن السلام في أوكرانيا لن يتحقق في خطوة واحدة، بل سيكون رحلة".

وأضافت "فون دير لاين": لم تكن مفاوضات سلام لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس جادًا بشأن إنهاء الحرب، فهو يصر على استسلام أوكرانيا وعلى التنازل عن أراض أوكرانية، حتى تلك التي ليست تحت سيطرة روسيا حاليًا.

وشاركها الرئيس الأوكراني في الرأي قائلًا: "روسيا وقادتها غير مستعدين لسلام عادل".

وقال زيلينسكي: "علينا أن نقوم بعملنا، دعونا لا نفكر في روسيا، فلنقم بما علينا فعله. في الوقت الراهن، روسيا وقادتها غير مستعدين لسلام عادل. هذا واقع"، مضيفًا أن روسيا بإمكانها بدء التفاوض حول السلام "غدًا إذا انسحبت من أراضينا".

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن أحد مقاييس نجاح الحدث الذي استمر يومين هو "إعادة فكرة أن الجهود المشتركة يمكن أن توقف الحرب وترسيخ السلام العادل إلى العالم".

وقال زيلينسكي: "يوجد هنا ممثلون عن أمريكا اللاتينية وإفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية.. الآن، لا توجد روسيا هنا لأنه لو كانت روسيا مهتمة بالسلام فلن تكون هناك حرب".

فيما قالت فيولا أمهيرد، الرئيسة السويسرية التي استضافت الحدث، في المؤتمر الصحفي الختامي إن "الأغلبية العظمى" من المشاركين وافقت على الوثيقة النهائية، التي "تظهر ما يمكن أن تحققه الدبلوماسية".

وبدورها، تحدثت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني أن هذه الشروط تمثل "الحد الأدنى" للمفاوضات مع روسيا، في إشارة إلى عدد مجالات الخلاف الأخرى بين كييف وموسكو التي سيكون من الصعب التغلب عليها.

لا سلام دون روسيا

وعلى جهة أخرى، أشار محللون إلى أن المؤتمر الذي استمر ليومين لن يكون له تأثير ملموس يذكر تجاه إنهاء الحرب لأن روسيا لم تتم دعوتها.

وأوضح وزير الخارجية السويسري إجناسيو كاسيس أنه لا يمكن تنفيذ أي من النقاط الثلاث التي تمت الموافقة عليها في البيان الختامي للمؤتمر حول أوكرانيا في بورجنستوك، سويسرا، دون مشاركة روسيا.

وأضاف: "لم يخطط المجلس الفيدرالي لضم روسيا إلى المؤتمر منذ المؤتمر الأول. لكننا حاولنا ورأينا أن ذلك مستحيل. لقد تم الوعد بأن روسيا ستشارك عندما يحين وقت هذه العملية. لذا فالسؤال الآن هو وفي أي نقطة سنكون قادرين على اتخاذ هذه الخطوة وعلى أي مسار، لأنه ليست كل المسارات التي يمكن تصورها اليوم تسمح بمشاركة روسيا".

مضيعة للوقت

في المقابل، وصفت روسيا القمة -التي لم تُدع لها وقالت إنها لا ترغب في حضورها- بأنها مضيعة للوقت، وقال الكرملين إن أوكرانيا يجب أن "تفكر" في اقتراح السلام الذي طرحه الرئيس بوتين مؤخرا، لأن وضع قواتها على الجبهة "يزداد سوءًا".

وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول أمس الجمعة باستسلام أوكرانيا كأساس لمحادثات السلام بين البلدين.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "إن دينامية الوضع الحالي على الجبهة تظهر لنا بشكل واضح أنه سيزداد سوءا بالنسبة للأوكرانيين".

وأكد بيسكوف أن روسيا ستدافع عن مصالحها وستحقق أهدافها العسكرية في أوكرانيا بكل الوسائل الممكنة.