الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قبل دخول الشتاء.. أوكرانيا تصارع الزمن لإحياء شبكة الطاقة المدمرة

  • مشاركة :
post-title
رجال إطفاء أوكرانيين يحاولون إخماد حريق في محطة كهرباء

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تكافح أوكرانيا التي فقدت أكثر من 90% من طاقتها الإنتاجية للكهرباء، من أجل إعادة بناء المحطات التي تم تدميرها منذ بداية الصراع مع روسيا قبل عامين، إذ تسعى للعثور على الأموال وقطع الغيار اللازمة وأنظمة الدفاع لحمايتها، قبل أن يدخل فصل الشتاء ما يزيد من معاناة الأوكرانيين.

وقبل ما يزيد على 3 أعوام، انطلق الصراع الروسي الأوكراني، وحققت روسيا خلال تلك الفترة مكاسب هائلة على حساب كييف، التي فقدت العديد من الأراضي، وباتت تعاني نقصًا في المعدات والجنود التي تحتاجها الخطوط الأمامية، بجانب اقتصاد مُنهك، يجعل الحلفاء الغربيين والمنظمات الدولية طوق النجاة، ليس فقط من أجل المساعدات العسكرية، بل من أجل الدعم المالي والمساعدات الإنسانية للأوكرانيين، الذين يعانون تحت وطأة الحرب.

لحظة قصف محطة طاقة كهرومائية في أوكرانيا
إحياء النظام

تعيش شبكة الكهرباء الأوكرانية حاليًا أسوأ أيامها، التي كانت تصدر الطاقة إلى أوروبا في وقت ما، وتسببت الحرب في إلحاق أضرار تقدر بمليار دولار خلال الأسابيع الماضية فقط، وبحسب صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، تحاول أوكرانيا الآن إحياء نظام الطاقة المدمر قبل أن يغرق المواطنون وصناعة الأسلحة المحلية المهمة في ظلام دامس الشتاء المقبل.

ومن أجل ذلك تجري أمريكا وأوكرانيا محادثات مكثفة، وفقًا لنائب وزير الطاقة الأمريكي ديفيد تورك، حول كيفية الاستعداد لفصل الشتاء "بشكل عاجل"، بالتنسيق مع أوروبا من أجل زيادة حجم الأموال النقدية المتاحة لشبكات الكهرباء في البلاد، مشيرًا إلى أن حجم الإصلاحات اللازمة أمر وصفه بالمروع بسبب الدمار الهائل.

قيود خطيرة

من المنتظر أن تستمر أوكرانيا في مواجهة قيود خطيرة على قدرتها على توليد الطاقة، وبحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي "isw"، فقد دمرت القوات الروسية حتى الآن 42 مولدًا للطاقة وألحقت أضرارًا بـ20 مولدًا للطاقة الكهرومائية في منشآت توليد الطاقة الأوكرانية.

وبسبب ذلك انخفض إنتاج الطاقة الأوكراني إلى أقل من 20 جيجاوات من 55 جيجاوات، كما أن محطات الطاقة الحرارية الأوكرانية الكبيرة تعمل الآن بنسبة 27% بعد أن ألحقت الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار الروسية أضرارًا أو دمرت الـ73% الأخرى.

دمار هائل داخل محطة طاقة رئيسية في أوكرانيا
ضعف الدفاعات

بهدف تخفيف الضغط على شبكة الطاقة أصبحت أوكرانيا أكثر اعتمادًا على واردات الاتحاد الأوروبي من الكهرباء، وتستورد حاليًا 1.7 جيجاوات من الاتحاد الأوروبي، وتستهدف توسيعها إلى 2.2 جيجاوات كحد أقصى قبل نهاية العام، ومنذ مارس اعتمدت روسيا على استهداف محطات توليد الطاقة بأكملها، التي تستغرق أشهرًا لإعادة بنائها، بدلًا من ضرب محولات الطاقة التي يمكن استبدالها بسهولة.

وأمام ضعف الدفاعات الجوية الأوكرانية، تعتمد روسيا على الطائرات دون طيار والصواريخ بجانب ارتفاع حاد في استخدام "القنابل الانزلاقية"، وبحسب "بوليتيكو" هي أسلحة سوفيتية معدلة تم تجهيزها بأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، وهي رخيصة الثمن وقوية للغاية.

الطاقة الموزعة

قالت أولينا بافلينكو، رئيسة معهد مجموعة ديكسي للطاقة في أوكرانيا، إن الوضع صعب، إذ يفتقرون إلى القدرة على توليد الطاقة لتغطية الاحتياجات، مشيرة إلى أنه يمكن إصلاح بعض البنية التحتية للطاقة، لكن في اليوم التالي تهاجم روسيا مرة أخرى ويعودون إلى الصفر.

وتحتاج أوكرانيا وفقًا لخطة فولوديمير كودريتسكي، رئيس شركة الكهرباء الأوكرانية، المزيد من مصادر الطاقة الموزعة، التي يصعب قصفها أو إخراجها من الخدمة، وهي الأمور التي تعتمد في الأساس على الاستثمار من الخارج، لكن أمام احتمال تدمير تلك المشروعات بالذخائر الروسية، جعل الشركات الأجنبية تحجم عن تمويلها.