بعد استقالة زعيم حزب "الوحدة الوطنية" وعضو حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني جانتس، والوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، جادي آيزنكوت، تزايدت المخاوف في دول غربية من تصاعد تأثير اليمين المتطرف في حكومة بنيامين نتنياهو، بمجلس الحرب المشكل إثر عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر.
وفي هذا السياق، تحدثت مصادر دبلوماسية غربية لـصحيفة "هآرتس" العبرية، أن استقالة جانتس "تثير قلقًا كبيرًا بين الدول المؤيدة لإسرائيل، بشأن الخطوات التالية التي ستتخذها إسرائيل في الحرب على غزة".
وفي سياقٍ متصلٍ، يرجع الدبلوماسيون هذه المخاوف إلى "زيادة تأثير العناصر المتطرفة داخل الحكومة" بعد استقالة جانتس.
وعلى الرغم من انسحاب جانتس، إلا أن تركيبة الحكومة، التي تضم بنيامين نتنياهو و64 نائبًا آخرين من إجمالي 120 في الكنيست، لن تنهار، مما يتيح استمرارية حكومته طالما حازت على ثقة 61 نائبًا على الأقل.
وأكد دبلوماسي دولي لصحيفة "هآرتس"، أن "كافة الحكومات الغربية المؤيدة لإسرائيل على علم بأن استمرار الدعم قد يصبح أمرًا صعبًا"، مع تأكيده أن حضور جانتس وآيزنكوت في صنع القرارات خلال الحرب، ساهم في مواجهة بعض الضغوط الدولية، وأقنعوا دولًا أوروبية بعدم تبني مواقف صارمة ضد إسرائيل.
وفي هذه الأثناء، أشار مسؤول أمريكي لـ "هآرتس" إلى أن "جميع الحكومات الرئيسية في العالم الغربي لا تتفاوض مع وزراء اليمين المتطرف أمثال بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير، وتختلف الآراء تمامًا مع نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، القريب منه".
وأكد المسؤول الأمريكي أن القلق الأساسي يتعلق بـ "تأثير سموتريتش وبن جفير، حيث يعتبرهما أشخاصًا متطرفين، غير مقبولين للتفاوض".
أكد مقال للكاتب بيثان ماكيرنان نشر في صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن استقالة "بيني جانتس" من حكومة الحرب الإسرائيلية -والمعروف بتوجهاته السياسية المعتدلة- سوف تدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الارتماء في أحضان حلفائه من اليمين المتطرف.
ويرى بيثان ماكيرنان، أن استقالة "جانتس" لن تشكل تهديدًا سياسيًا مباشرًا في الوقت الحالي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث إنه مازال يحتفظ بأغلبية داخل البرلمان، إلا أنها سوف تدفعه إلى البحث عن حلفاء آخرين للانضمام إلى مجلس الحرب في إسرائيل.
وتحدث الكاتب أن جانتس كان أحد الأركان الثلاثة لحكومة الحرب التي شكلها رئيس الوزراء الإسرائيلي، في أعقاب اندلاع الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.