الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

في ذكرى ميلاده.. المصري محمد رضا من مهندس بترول لأشهر "معلم" في السينما

  • مشاركة :
post-title
الفنان الراحل محمد رضا

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

من أحلام أن يكون الفتى الوسيم في السينما المصرية إلى شخصية "المعلم" التي ميّزته وسط جيله، تغيّرت خطط الممثل محمد رضا، لكنه ظل محافظًا على عشقه للتمثيل الذي بدأ منذ الصغر، ربما لعبت الصدفة دورها في أن يحقق آماله، لكن هذه الصدفة لم تأتيه طواعية بل جاءت بعد رحلة بحث طويلة.

محمد رضا الذي ولد في مثل هذا اليوم 21 ديسمبر عام 1921، بمحافظة أسيوط المصرية، تنقل في فترة طفولته بين محافظات عدة بسبب طبيعة عمل والده الموظف في هيئة السكك الحديدية، حتى استقر في محافظة السويس المصرية، ليذهب مع والده لمشاهدة العروض المسرحية لفرق تأتي أحيانًا إلى المدينة الباسلة، ضمن جولة فنية لعرض العمل بالمحافظات المختلفة، لتكن هذه الفرصة الوحيدة له لمشاهدة نجوم الفن عن قرب، ليزيد تعلقه بهذا العالم، خصوصًا أن والده كان يهوى المسرح.

ويعتقد البعض أن محمد رضا استسهل تجسيد شخصية "المَعلم" في الأعمال الفنية ليُحاصر في منطقة آمنة لا يغادرها، لكن من يتتبع مشواره الفني يُدرك جيدًا أن المهندس الذي بدأ حياته المهنية في شركة بترول بمحافظة السويس، ولديه زوجة وابنه صغيرة، اختار أن يترك الوظيفة المرموقة والمضمونة ساعيًا وراء حلمه، إذ استقال من شركة البترول وغادر السويس ليأتي إلى المجهول في القاهرة، من أجل التمثيل وإشباع هوايته، حيث لم تكن الظروف مهيئة بالمحافظة التي يسكن بها.

فرغم اشتراكه في فرق تمثيل عدة لكن لم يلتفت إلى موهبته أحد من الفنانين الكبار، لذا عرف أنه لا بد أن يعيش في القاهرة حيث الفرص المتاحة أكثر.

تعالت طموحات محمد رضا بأن يصبح نجمًا سينمائيًا ليجسد أدوار الفتى الوسيم، بعد فوزه بالمركز الثاني في مسابقة لاختيار وجوه جديدة، خصوصًا أن أعضاء لجنة التحكيم رموز في عالم الإبداع، منهم يوسف وهبي وزكي طليمات وحسين رياض وأمينة رزق وصلاح أبو سيف، لكنه ظل لمدة عام كامل يبحث عن عمل في القاهرة دون جدوى، ليرتاد المسارح ويُقلّب صفحات الجرائد يوميًا عسى أن يجد فرقة مسرحية أو مخرج يبحث عن نجم لعمله المقبل.

فوجئ الممثل المصري أنه يشارك في أدوار كومبارس بالسينما من خلال أفلام منها "أميرة الأحلام"، لم يكن هذا طموحه الذي يسعى إليه، لذا ذهب إلى المخرج المصري صلاح أبو سيف، عسى أن يجد له فرصة حقيقية للعمل، خصوصًا أنه كان أشاد به وقت مسابقة اختيار الوجوه الجديدة، وكان يصور وقتها فيلم "مغامرات عنتر وعبلة" عام 1947، وطلب منه المجيء إلى موقع التصوير ربما يعطيه دورًا في الفيلم، لكنه ظل لمدة 6 أيام متتالية يحضر دون جدوى، وشاءت الصدفة أن يتعرف هناك على الفنان المصري توفيق الدقن – وكان لم يحقق شهرة تذكر وقتئذ- وأقنعه بالانضمام إلى مجموعة المسرح الحر، ليلتحق بمعهد الفنون المسرحية ويبدأ مشواره الفني على الدرب الصحيح.

في معهد الفنون المسرحية عرف الممثل الشاب الكثير عن عالم الفن وزادت معارفه في الوسط الفني، ليشارك بأدوار صغيرة تنوعت شخصياتها ما بين (بدر السجين) في "جعلوني مجرمًا"، و(الصياد) مع محمد فوزي في "بنات حوا"، ورئيس المباحث في "رصيف نمرة 5"، وعقب تخرجه شارك في مسرحية "الناس اللي تحت" عام 1957، وتُمثل أول وقوف له على خشبة المسرح، بعد أدوار مهمشة في السينما غير ذات تأثير.

لم يكن يدرك محمد رضا أن وقوفه على خشبة المسرح سيفتح له أبواب الشهرة، إذ أسند إليه الفنان والمخرج كمال ياسين دور (المعلم كرشة) في مسرحية "زقاق المدق" عام 1958، ومثلما كانت هذه أول رواية للأديب نجيب محفوظ يتم تقديمها من مجموعة المسرح الحر، تعد أيضا أول خطوة للممثل الراحل في عالم جديد ومختلف من النجومية، إذ نجح دوره بشدة وبدأ يلفت الأنظار إليه، مما استدعى صناع السينما للاستعانة به مرة أخرى في نفس الدور بالرواية الشهيرة، عندما تم تقديمها سينمائيًا عام 1963، مع المخرج حسن الإمام.

أصبح دور "المعلم" وكأنه صديقه الذي يلازمه في مشواره الفني، ليقدمه في أفلام منها "سوق السلاح، العملاق، المدير الفني، وخان الخليلي"، بل أصبح بابًا ليقدم أفلامًا من بطولته وتحمل عناوينها أسماء "عماشة في الأدغال" و"إمبراطورية المعلم"، بينما يفارقه الصديق في شخصيات أخرى منها العمدة في "أدهم الشرقاوي"، والشاويش في "أنا الهارب" و"شياطين البحر"، والشنواني بيه في "الشقيقتان"، وربما من شدة حب الصديق لصاحبه الذي لازمه كثيرًا شاء القدر أن يختتم محمد رضا مشواره بشخصية المعلم سيد الأخضر في مسلسل "ساكن قصادي" عام 1995.