لم يستطع الفنان السوداني نزار جمعة، حبس دموعه على أحوال بلاده، خلال الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات النسخة الـ50 من مهرجان جمعية الفيلم، المنعقدة في القاهرة.
وقال "جمعة"، عقب عرض الفيلم السوداني "وداعًا جوليا" للمخرج محمد كردفاني: "نحن جيل ضائع، لم يستطع عيش حياة طبيعية منذ فترة طويلة، وبالتالي التعاطف مع الشخصيات المكتوبة جعلتنا نستمتع ونتعايش".
ووجه "جمعة" الشكر لمصر على استضافة السودانيين، وذلك خلال الندوة التي أدارها الناقد المصري خالد محمود، قائلًا: "شخصية "أكرم" التي جسدتها موجودة بكثرة في المجتمعات العربية وخاصة السودان، فالشخص المتسلط هو نتيجة للتربية القهرية، وهذه الشخصيات أراها كثيرًا ولذلك استطعت تأديتها جيدًا"، مؤكدًا أن النص كان ملامسًا للواقع بطريقة مؤلمة للغاية، وهناك بعض الحوارات في الفيلم تشبه الحرب الأخيرة.
وتابع: "أشعر بحزن شديد على السودان، فقد تمنى فريق العمل عرض الفيلم قبل الحرب الأخيرة، حتى يسهم ولو بشكل بسيط في وقف هذه المعاناة، وما حدث يجعلنا نتعلم التفكير جيدًا في الغد".
نهاية الفيلم
بينما قالت المونتيرة المصرية هبة عثمان: "محظوظة في هذا الفيلم لأن مخرج العمل هو مؤلفه، وقصدنا عدم الانحياز لشخصية جوليا أو منى، حتى إن كردفاني ساوره بعض القلق أن يكون منحازًا، لكن السيناريو كُتب بشكل رائع، ويظهر وكأنه مقسم إلى نصفين، لذا كل شيء كان مخططًا من البداية"، مضيفة: "لم أحزن على أي مشهد قطعته إذ كان الفيلم أطول من ذلك، ولكن هذا هو ما أراد كردفاني توضيحه من خلال الفيلم".
وأضافت: "نهاية الفيلم كانت بهذا الشكل، لأن أفلامنا نهايتها ليست وردية، فبالطبع هناك خوف من المستقبل، ونحن نعيش الحاضر المؤلم ولكن ماذا سيحدث بعد؟ فهناك فرق بين التسامح والتصالح"، مؤكدة أنها لا تعرف الكثير عن تاريخ السينما السودانية، لكنها عملت في هذا الفيلم ومن قبله "ستموت في العشرين".
فيلم "وداعًا جوليا" من تأليف وإخراج محمد كردفاني، من بطولة إيمان يوسف، وسيران رياك، ونزار جمعة وقير دوينى.