ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن العالم بدأ صبره ينفد تجاه حكومة الاحتلال الرافضة لوقف العدوان على غزة، ويتخذ خطوات اقتصادية سيكون تأثيرها طويل الأمد على الدولة العبرية.
وأوضحت الصحيفة أن أمام تلك الخطوات الاقتصادية، التي قد تشمل تقييد الصادرات وإلغاء المؤتمرات والتراجع عن المعاملات التجارية المخطط لها وما إلى ذلك، ليس لدى الحكومة الإسرائيلية الحالية إنجاز واحد يحسب لها، ولكنها تواجه سلسلة طويلة من الإخفاقات والأضرار التي لحقت بكل الجبهات، الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي الأسابيع الأخيرة، تعرضت دولة الاحتلال لضربات يومية تقريبًا، بسبب قرارات في الخارج تضرب ما كان يعرف حتى وقت قريب باسم "دولة الشركات الناشئة"، وهي نقطة جذب للاستثمارات في جميع أنحاء العالم.
ويخلق ذلك شعورًا بأن الشركات متعددة الجنسيات والدول الأوروبية تعتقد أنها بحاجة إلى معاقبة إسرائيل، أو على الأقل الحفاظ على مسافة منها، بحسب الصحيفة.
وعلى الجبهة الدبلوماسية، أعلنت إسبانيا والنرويج وأيرلندا، الأسبوع الماضي، اعترافها بدولة فلسطينية، وتدرس دول أوروبية أخرى تحركات مماثلة.
وفي إجراء مثير للغضب، ذكرت حكومة جزر المالديف أنه لن يسمح للإسرائيليين بدخول البلاد بعد الآن، على خلفية الحرب على غزة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقاطعة على تصدير البضائع والمواد الخام إلى إسرائيل.
وما كان مفاجئًا، حسب هاآرتس، هو قرار فرنسا إلغاء مشاركة إسرائيل في معرض الأسلحة والدفاع الأوروبي 2024، المقرر عقده في باريس في وقت لاحق من هذا الشهر، احتجاجًا على عملية جيش الاحتلال في رفح الفلسطينية المكدسة بالنازحين.
والمعرض هو واحد من أكبر الأحداث في أوروبا، ولدى شركات الأمن الإسرائيلية الكثير لتتباهى به هناك، في وقت تدفع الحرب الروسية الأوكرانية العديد من الدول الأوروبية إلى السعي للحصول على أسلحة متطورة.
كما يوفر المعرض ميزة كبيرة للشركات الإسرائيلية، تستمدها من كون أسلحتها يجري استخدامها بشكل فعلي في الحرب الحالية في غزة.
وفي قطاع الأعمال، ألغت سلسلة القهوة والسندويتشات البريطانية "بريت إيه مانجر" اتفاقية امتياز مع شركاء إسرائيليين لفتح أول فرع لها في البلاد، بسبب الحرب المستمرة على غزة.
وكانت السلسلة واجهت بالفعل انتقادات من الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، التي تظاهرت خارج فروعها في لندن، وجمعت التوقيعات على عرائض تدعو إلى مقاطعتها، كما تتعامل ماكدونالدز أيضًا مع مقاطعة مؤيدة للفلسطينيين خفضت مبيعاتها في جميع أنحاء العالم.
ولفتت "هاآرتس" إلى أن تلك المقاطعة سيكون لها تأثير طويل الأجل على تكلفة المعيشة والقدرة التنافسية في إسرائيل، التي سجلت بالفعل ارتفاعًا في الأسعار في الأشهر الأخيرة كرد فعل على الحرب، ورفعت شركة "العال" تكاليف التذاكر عندما توقفت شركات الطيران الأجنبية عن الطيران إلى إسرائيل، إضافة إلى ارتفاع أسعار الشحن.
وختمت الصحيفة، أن كل ما سبق تفاقم بسبب حكومة مشتتة فشلت في معالجة قضية تكلفة المعيشة، وحذرت في حال توسعت المقاطعة، فإن المستهلكين الإسرائيليين سيشعرون بها فقط في جيوبهم.