سلطت تقارير صحفية الضوء على تحديات جمة تواجهها العاصمة الفرنسية باريس، قبيل استضافتها لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024، ولا سيما تلك المتعلقة بالجوانب الأمنية والبيئية.
و تشهد باريس حراكًا كبيرًا استعدادًا لاحتضان هذا الحدث العالمي الكبير، إلا أن هذه الاستعدادات تواجه تحديات جسيمة، خاصة على صعيد الأمن، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف العاصمة الروسية موسكو.
الأوضاع السياسية المتأزمة
وبحسب صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، فإن الوضع السياسي الهش في فرنسا؛ بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا والصراعات المستعرة في منطقة الشرق الأوسط، يضاعف من تحديات المنظمين ويزيد من مخاوف تعرض هذا الحدث لهجمات إرهابية محتملة، مشيرة إلى أن السلطات الفرنسية اعتقلت الشهر الماضي مراهقًا كان يخطط لشن هجوم خلال فترة الألعاب، كما تم توقيف شاب آخر يبلغ من العمر 26 عامًا للاشتباه في تخطيطه لعملية قتل جماعي في مدينة بوردو الساحلية، وهي حادثة تسلط الضوء على خطورة الوضع الأمني الراهن.
خطط بديلة لحفل الافتتاح
ونقلت المجلة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله في تصريحات سابقة لصحيفة "بوليتيكو" إن لدى منظمي الحدث خططًا احتياطية "ب" و "ج"، في إشارة إلى إمكانية نقل موقع حفل الافتتاح من نهر السين، الذي كان مقررًا إقامته على ضفافه مع توقع حضور أكثر من 600 ألف متفرج.
وفي هذا السياق، أكد إيتيان ثوبوا، رئيس اللجنة المنظمة للأولمبياد، أنه على يقين بنسبة 99.99% من إقامة الحفل الافتتاحي وفق الخطة المرسومة.
تقليص الحفل الافتتاحي
غير أن نيوزويك لفتت إلى أنه نتيجة للمخاوف الأمنية، تم تقليص حجم حفل الافتتاح بشكل كبير، حيث لن يتم السماح بحضور أكثر من نصف العدد المتوقع في البداية على ضفاف نهر السين، كما ألغيت فكرة رحلة الرياضيين على متن قوارب من برج إيفل إلى ساحة تروكاديرو.
تلوث نهر السين
إلى جانب المخاوف الأمنية، أشارت المجلة إلى وجود مخاوف بيئية من تلوث نهر السين الذي سيقام على ضفافه عددٌ من الفعاليات الأولمبية، حيث أنفقت السُلطات الفرنسية حتى الآن 1.5 مليار دولار لتنظيف النهر من التلوث الشديد، إلا أن منظمات بيئية أثارت مخاوفها من وجود نوعين من البكتيريا الضارة في مياهه؛ نتيجة الاستخدام المفرط للمواد الكيميائية في معالجة التلوث، لافتةً إلى أن السباحة في نهر السين كانت محظورة لأكثر من 100 عام بسبب تلوثه الشديد.
مشاركة لاعبي روسيا
وتطرقت المجلة أيضًا إلى قضية مشاركة اللاعبين الروس والبيلاروس في منافسات أولمبياد باريس 2024، إذ نقلت عن جيمس ماكليود، المدير العام للجنة الأولمبية الدولية، قوله في مؤتمر صحفي عقده في سويسرا "سيتم اتخاذ قرار بشأن مشاركة اللاعبين المحايدين في حفل الختام في وقت لاحق، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ليست الفرق هي التي تدخل حفل الختام، بل جميع اللاعبين معًا".
وأضافت أنه حتى الآن هناك 58 لاعبًا روسيًا وبيلاروسيًا مؤهلين للمشاركة في الألعاب، لكن عليهم المنافسة كلاعبين محايدين دون رفع أعلام أو شعارات تمثل بلادهم، حيث سيتم رفع علم وعزف نشيد موحد لهم خلال المنافسات.