الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مليون فلسطيني يحاصرهم الموت.. غزة على عتبات المجاعة

  • مشاركة :
post-title
أطفال غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

أدى الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة، إلى تفاقم الجوع بين سكان القطاع، ما تسبب في استشهاد العديد منهم، فضلًا عن إصابة آلاف الأطفال بأمراض مزمنة متعلقة سوء التغذية، بحسب تقارير لمنظمات الأممية ترتبط بالقطاع.

الجوع يعصر غزة

وقالت منظمتان تابعتان للأمم المتحدة إنه من المتوقع أن يواجه أكثر من مليون فلسطيني خطر الموت بالجوع، بحلول منتصف يوليو المقبل.

ويؤدي العدوان المتواصل على غزة منذ أكتوبر الماضي إلى تعقيد عملية جمع البيانات التي من شأنها أن تؤكد انتشار المجاعة في القطاع، وانتقدت المنظمتان، التركيز فقط على ما إذا كانت غزة تجاوزت اللحظة التي يتحول فيها الجوع الشديد إلى إعلان رسمي عن المجاعة، وتجاهل الخسائر الفادحة للغاية التي سببها نقص الغذاء بالفعل.

عتبة المجاعة

وأوضح تقرير لشبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (Fews Net)، مقرها الولايات المتحدة، أنه "بغض النظر عما إذا تم الوصول إلى عتبات المجاعة أو تجاوزها أم لا، فإن الفلسطينيين يموتون لأسباب مرتبطة بالجوع في جميع أنحاء غزة"، مشيرًا إلى ارتفاع سوء التغذية الحاد بين الأطفال، والذي بدوره سيؤدي إلى آثار فسيولوجية لا يمكن علاجها.

وذكر التقرير أن الخسائر في الأرواح على نطاق واسع لا تزال ترتبط بالنتائج القريبة من عتبات المجاعة، وأنه إذا طال أمدها لفترة طويلة من الزمن، فإنها ربما تصل إلى مستويات أعلى مقارنة بالأشهر الماضية.

وفي وقت سابق، أعلن خبراء من الشبكة، التي أنشأتها الولايات المتحدة في الثمانينيات بهدف تحذير من الأزمات الوشيكة، أنه من المحتمل أن تكون المجاعة واقعة بالفعل في شمال غزة، منذ أبريل الماضي.

شروط إعلان المجاعة

ولإعلان المجاعة يلزم استيفاء ثلاثة شروط، إذ يجب أن تواجه 20% من الأسر نقصًا حادًا في الغذاء، ولا بد أن يعاني ثلث الأطفال في المنطقة من سوء التغذية الحاد أو الهزال، إلى جانب موت شخصين بالغين أو أربعة أطفال من كل 10 آلاف شخص يوميًا بسبب الجوع ومضاعفاته.

وتسيطر قوات الاحتلال الإسرائيلية على دخول المساعدات إلى غزة، وتتطلب التحركات الحصول على إذن عسكري، فضلًا عن الطرق المتضررة بسبب الأنقاض، والوقود الشحيح، وشبكات الكهرباء والاتصالات التي تعمل بالكاد.

وأخذ التقرير النهائي في الاعتبار الأدلة المتاحة والفجوات المعروفة في المعلومات، وأعلن أنه "من الممكن أن يتم استيفاء جميع العتبات الثلاثة للتصنيف المرحلي المتكامل للمجاعة في غزة والمتمثلة في استهلاك الغذاء، وسوء التغذية الحاد، ووقوع الوفيات في شمال غزة في شهر أبريل".

موت محقق

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن جريفيث، إنه لم يتم فعل الكثير لتجنب تفاقم الكارثة.

وجاء في منشور "جريفيث" على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "في غزة، أصبح توصيل المساعدات شبه مستحيل.. نحن لسنا قريبين من المكان الذي يجب أن نكون فيه.. وتشتد الحاجة إلى فتح جميع المعابر الحدودية والوصول الآمن للمساعدات ودون عوائق".

كما حذر برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة، في تقريرهما عن انعدام الأمن الغذائي العالمي، من الخسائر البشرية التي يتسبب فيها الجوع، حتى بدون إعلان المجاعة.

وجاء في التقرير أن وقف الأعمال العدائية وزيادة إمكانية الوصول سيسهمان في الحد من عدد الوفيات وإنقاذ حياة الفلسطينيين الآن والأجيال القادمة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس الأربعاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع إلى 36586، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي.