تواجه عدة ولايات في أمريكا موجات حر خطيرة أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة، التي وصلت في بعض المناطق إلى ما يزيد على 43.33 درجة مئوية (110 درجات فهرنهايت) ما دفع السلطات لتحذير المواطنين من الآثار الصحية ومخاطر الوفاة، واستعدت إدارات الدفاع المدني خوفًا من انتشار حرائق الغابات.
وازدادت موجات الحر الشديدة فى السنوات الأخيرة بسبب تغير المناخ بالولايات المتحدة الأمريكية، ووفقًا لمراكز الوقاية من الأمراض، فإن متوسط 702 شخص يموتون سنويًا بسبب الحر، وبحسب مجلة "نيوزويك" فإن أكثر من 67 ألف شخص يزورون الطوارئ كل عام، بينما يتم نقل ما يقرب من 10 آلاف آخرين للعلاج بالمستشفيات.
أكثر سخونة
ووصلت الموجة الحارة الأولى لهذا الموسم في وقت أبكر من المعتاد في معظم أنحاء جنوب غرب الولايات المتحدة، مع ظروف حارة بشكل خطير أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى أرقام ثلاثية أمس الثلاثاء، ووفقًا لشبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، فقد أصبح 32 مليون شخص من تكساس إلى كاليفورنيا في حالة تأهب لدرجات حرارة تهدد حياتهم.
وشهدت معظم المنطقة الممتدة من جنوب شرق كاليفورنيا إلى وسط أريزونا طقسًا أكثر سخونة منذ سبتمبر الماضي، حيث شكلت الارتفاعات الكبيرة خطورة على المواطنين، وأكدت الأرصاد الوطنية أن درجات الحرارة أعلى بكثير من المتوسط من 10 إلى 20 درجة في بعض المناطق، ومن المتوقع أن تشق موجة الحر طريقها إلى أجزاء من شمال غرب المحيط الهادئ بحلول الجمعة والسبت المقبلين.
وفيات ومشردون
شملت الارتفاعات في كاليفورنيا درجة حرارة وصلت لـ44.4 درجو مئوية (112 فهرنهايت) في فرن كريك بوادي الموت، و42.2 درجة مئوية (108 فهرنهايت) في نيدلز، و40 درجة مئوية (104 فهرنهايت) في بالم سبرينجز، وبحسب موقع "فوكس ويزر" الأمريكي، فمن المتوقع أن تصل درجة الحرارة في لاس فيجاس إلى 42.2 درجة مئوية (108 فهرنهايت) ومن الممكن أن ترتفع بعد ذلك،لتصل إلى 43.33 (110 درجات فهرنهايت).
وتأكد وفاة 4 مهاجرين أثناء محاولتهم العبور إلى البلاد في جنوب شرق نيو مكسيكو، ما دفع دورية الحدود الأمريكية إلى إصدار تحذير، بأن البيئة الصحراوية قاسية للغاية خلال أشهر الصيف، وحثوا المواطنين على فهم المخاطر الشديدة وعدم محاولة العبور بشكل غير قانوني، كما أكدت فرق الإطفاء أنها في حالة تأهب قصوى خاصة في ولاية أريزونا، حيث دخلت قيود الحرائق حيز التنفيذ في بعض المناطق، بينما من المنتظر أن تعلن ولايات أخرى نفس حالة التأهب خلال اليومين المقبلين.
تحذيرات ونصائح
وقامت الحكومة الأمريكية بتخصيص مبردات مياه في الشوارع بعدة ميادين بولايات مختلفة، وأرجعت صحيفة "نيوز داي" الأمريكية، السببب وراء ذلك في أن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر من الحرارة هم الذين يعيشون في الهواء الطلق، وخاصة المشردين في مناطق وسط المدينة والذين غالبًا ما يفتقرون إلى الوصول الكافي إلى أشياء مثل الماء والظل وتكييف الهواء.
وحذّر الأطباء المواطنين من تناول الوجبات الساخنة وعدم ترك الأطفال في السيارات المتوقفة، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، والاكثار من تناول المياه والحذر من المياه شديدة البرودة، كما طالبوهم بعدم تناول المشروبات الغنية بالسكر وعدم الخروج إلى الشوارع، وعدم الانتظار للشعور بالعطش، بجانب مراقبة المسنين دائمًا.