تواصل حرائق الغابات في تكساس انتشارها الكبير، والتهامها لمئات الآلاف من الأفدنة، الأمر الذي أثر بشكل واسع على قطاع الصناعة الزراعية في المنطقة، إذ أظهرت الأرقام الأولية أن أكثر من 7 آلاف رأس ماشية نفقت بسبب الحرائق المستعرة.
وخلال السنوات الماضية، ووفقًا لموقع إحصائيات الحرائق بالولاية الأمريكية "إيه آند إم"، شهد العام الماضي ما يزيد على 7.500 حريق التهم 205 آلاف فدان، بينما كان عام 2006 هو الأكثر عددًا بـ23 ألفًا، الذي التهم مليون و900 ألف فدان، ويعتبر حريق سموكهاوس كريك، الذي التهم مليون فدان دفعة واحدة هذه الأيام، الأكبر في تاريخ الولاية الأمريكية.
ضربة للمزارعين
وعلى الرغم من عدم حصر الأعداد النهائية للماشية التي نفقت في الحرائق، إلا أن مفوض الزراعة في تكساس، أكد بحسب شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، أن عدد القتلى البالغ 7000 لا يشمل الماشية التي سيتعين قتلها رحمة بسبب إصاباتها، إذ احترقت حوافرها ووجوهها وأصبحت لا تستطيع إرضاع أطفالها، الأمر الذي سيدفعهم في النهاية إلى التخلص منها على الرغم من بقائها على قيد الحياة.
وتأتي تلك الخسارة بمثابة ضربة واحدة للعديد من المزارعين، الذين يربون الماشية ويزرعون القطن أيضًا، وأنهم افتقدوا بجانب المواشي، محاصيل القطن خلال العامين الماضيين، بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، اللذان تسببا في تناقص محاصيل القطن، حيث الكثير من المحاصيل تتحول إلى اللون البني وتموت، دون أن تمسها النيران.
خسائر فادحة
وفي جميع أنحاء الولاية الأمريكية، يوجد مايزيد على 11 مليون رأس ماشية، حيث تتراوح قيمة البقرة في الوقت الحالي بين 2500 دولار و3000 دولار، ولا يوجد تأمين عليها، بحسب الشبكة الأمريكية، وقدر مفوض الزراعة الخسارة النهائية للماشية في تكساس على أنها قد تناهز حاجز الـ10000 رأس، وهو ما سيترك المزارعون بعد انتهاء الحرائق يعانون ضائقة مالية.
ومن بين الحرائق الخمسة الرئيسية التي اشتعلت خلال الأسبوعين الماضيين، أربعة منها اندلعت في حوض النهر الكندي، وهي منطقة قال مفوض الزراعة في تكساس، إن معظمها عبارة عن أودية وأراضي الرعي، إذ أحرقت النيران ما يقرب من 120 ميلًا من خطوط الكهرباء، وهو ما أدى إلى انقطاع المياه والكهرباء عن الماشية، التي نجت من الحرائق.
العشب المحروق
شكل العشب المحروق مشكلة كبيرة للمزارعين بحسب الشبكة الأمريكية، إذ تعتمد صناعة الماشية على المراعي الصحية، ووفقًا للشبكة الأمريكية، فإن عودة الأعشاب إلى مكانها تستغرق عامين على الأقل، وهذا يعني، علاوة على كل شيء آخر، أن العديد من مربي الماشية سيتعين عليهم على الأرجح تغيير خططهم المستقبلية بالكامل، حتى إن البعض يتخلصون من بقايا الماشية المتبقية على قيد الحياة.
ويبلغ عمر العديد من المزارع المتضررة أكثر من 100 عام، وبعد تضررها من المنتظر أن يلجأ مربو الماشية التي نجت من الحرائق، إما العثور على مرعى آخر في مكان ما بالولاية أو في ولاية أخرى، أو ربما يبيعونها وينتظرون حتى يتم تجميع مزرعتهم مرة أخرى، وستعمل المساعدات المقدمة من الحكومات المحلية وحكومات الولايات والحكومات الفيدرالية على مساعدتهم في تخطي المحنة الحالية.