تم استهداف ما لا يقل عن سبعة صحفيين وناشطين ممن انتقدوا الكرملين وحلفاءه داخل الاتحاد الأوروبي، من قبل دولة تستخدم برنامج التجسس "بيجاسوس"، الذي صنعته مجموعة NSO الإسرائيلية، وفقًا لتقرير جديد صادر عن باحثين أمنيين.
وتشمل أهداف محاولات القرصنة، التي تم تنبيه أهدافها لأول مرة بمحاولات الاختراق السيبراني بعد تلقي إشعارات التهديد من شركة أبل على هواتفهم المحمولة، صحفيين وناشطين روس وبيلاروسيين ولاتفيين داخل الاتحاد الأوروبي.
ويعتبر برنامج "بيجاسوس" أحد أكثر الأسلحة السيبرانية تطورًا في العالم، ويتم تشغيله من قبل الدول التي حصلت على التكنولوجيا من شركة NSO.
وعندما يتم نشره بنجاح، يستطيع "بيجاسوس" اختراق أي هاتف، والوصول إلى الصور ومكالمات الهاتف المحمول، واكتشاف موقع الشخص، وتنشيط مسجل المستخدم، وتحويل الهاتف إلى جهاز استماع.
وبينما تقول الشركة إنه من المفترض أن يتم استخدام سلاحها السيبراني لأسباب مشروعة، مثل مكافحة الجريمة، لكن الباحثين وثقوا مئات الحالات التي زُعم أن مشغلي برامج التجسس -بما في ذلك دول داخل الاتحاد الأوروبي- استخدموها لأغراض أخرى، بما في ذلك التجسس على المعارضين السياسيين والصحفيين.
وتم إدراج الشركة على القائمة السوداء من قبل إدارة بايدن في عام 2021. كما تتم مقاضاتها أيضًا من قبل شركتي "واتساب" و"أبل" في المحاكم الأمريكية.
عملاء محتملين
وفق ما نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، قال الباحثون إنهم لم يتمكنوا بشكل قاطع من تحديد الدولة أو الوكالة الحكومية التي تقف وراء محاولات القرصنة الأخيرة، لكنهم قالوا إن المؤشرات الفنية تشير إلى أن المحاولات ربما قام بها نفس عميل الشركة الإسرائيلية.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب تقرير مماثل في العام الماضي وجد أن برنامج التجسس الإسرائيلي قد تم استخدامه من قبل مشغل داخل الاتحاد الأوروبي لاستهداف جالينا تيمشينكو، الصحفية الروسية، والمؤسس المشارك لموقع Meduza الإخباري.
وتم إجراء التحقيق في أحدث محاولات تفكيك الهجمات السيبرانية من قبل نشطاء الحقوق المدنية الرقمية Access Now، وCitizen Lab في كلية "مونك" بجامعة تورنتو في كندا، وأيضًا نيكولاي كفانتالياني، وهو محلل أمني مستقل.
وفي حين أن روسيا قد تبدو الدولة الأكثر منطقية وراء سلسلة الهجمات الأخيرة، إلا أن الباحثين ركزوا اهتمامهم داخل الاتحاد الأوروبي، ويقولون إنهم لا يعتقدون أن روسيا أو بيلاروسيا من عملاء الشركة الإسرائيلية.
وبينما يبدو أن لاتفيا تتمتع بإمكانية الوصول إلى برنامج "بيجاسوس"، إلا أنها غير معروفة باستهداف أفراد خارج حدودها.
وتُعد إستونيا أيضًا مستخدمًا معروفًا لبرنامج التجسس الإسرائيلي، ويبدو أنها تستخدم برامج التجسس "على نطاق واسع" خارج حدودها، بما في ذلك في أوروبا، حسب "الجارديان".
أهداف منفية
تشير الصحيفة إلى أن أحد الأهداف الروسية، وهو صحفي يعيش في المنفى في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، وقرر عدم الكشف عن هويته بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة الشخصية، تلقى إخطارين بالتهديد من شركة "آبل"، كان آخرهما في 10 أبريل 2024، وفقًا للباحثين. وأكد تحليل الهاتف المحمول للصحفي محاولة الاختراق في 15 يونيو 2023.
أيضًا، تلقى اثنان من أعضاء المجتمع المدني البيلاروسيين، اللذان يعيشان في وارسو، إخطارات من شركة "أبل" في 31 أكتوبر 2023.
كما أصيبت ناتاليا رادزينا، وهي رئيسة تحرير موقع إعلامي بيلاروسي مستقل، والحائزة على جائزة حرية الصحافة الدولية من لجنة حماية الصحفيين، بفيروس "بيجاسوس" مرتين في أواخر عام 2022 وأوائل عام 2023.
وكان لدى السياسي المعارض والناشط أندريه سانيكوف، الذي ترشح لرئاسة بيلاروسيا في عام 2010 وتم اعتقاله واحتجازه من قبل الاستخبارات البيلاروسية بعد الاقتراع، هاتف تم اختراقه في سبتمبر 2021، ولم يتم اكتشافه لمدة عامين.
ونقلت "الجارديان" عن سانيكوف قوله: "حتى لو كانت إستونيا أو ليتوانيا، أو لاتفيا أو بولندا، فإن هذا لا يستبعد أن يكون جهاز الأمن الفيدرالي أو الاستخبارات الروسية وراء ذلك".
وردا على سؤال عما إذا كانت موجة الهجمات تشير إلى أن وكالة استخبارات أو وكالة إنفاذ القانون داخل الاتحاد الأوروبي قد اخترقت من قبل روسيا أو حلفائها، أضاف: "نعم بالطبع. أعتقد أن من المعروف أن المؤسسات الغربية مخترقة بشكل كبير، وكذلك دوائر المعارضة أيضًا".