بهدف تقديم معلومات مختلفة حول العالم لصانعي السياسات الأمريكية، أطلق مكتب الاستطلاع الوطني الأمريكي، قمرًا صناعيًا سريًا لم يتم الكشف عن مهمته المحددة، إلا أن محللين تابعين لوسائل إعلام أمريكية كشفوا عن أنه متخصص في استخبارات الإشارات، وسيعمل على مراقبة مناطق واسعة للانبعاثات الراديوية العسكرية.
ويعتبر مكتب الاستطلاع الوطني NRO، وكالة حكومية أمريكية سرية، وهي إحدى أكبر وكالات الاستخبارات الأمريكية، وبدأت كبرنامج سري في عام 1960، تم تأسيسه بالاشتراك بين القوات الجوية ووكالة المخابرات المركزية، وبحسب موقع spacenews، تدير NRO الآن أسطول الولايات المتحدة من الأقمار الصناعية المتطورة للاستطلاع البصري والراداري ومحطات التنصت الإلكترونية.
قمر سري
جاء الإطلاق متأخرًا 12 يومًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى العمل على استبدال مضخة في نظام يوفر غاز النيتروجين لمنصات إطلاق متعددة من خط أنابيب يمر عبر مركز كينيدي للفضاء ومحطة كيب كانافيرال لقوة الفضاء، حيث تم تركيب قمر صناعي سري على قمة صاروخ من طراز Delta 4 Heavy، وبحسب شبكة سي بي إس الأمريكية، يعتبر الصاروخ هو الأخير من دفعة Delta التي يعود تاريخها إلى فجر عصر الفضاء الأمريكي.
وفي الوقت المحدد من مساء أمس اشتعلت محركات المرحلة الأولى ما أدى بسلاسة إلى دفع الصاروخ الذي يبلغ طوله 235 قدمًا بعيدًا عن منصة الإطلاق في محطة كيب كانافيرال لقوة الفضاء في فلوريدا، وتحاول الوكالة الأمريكية البقاء في الصدارة أمام الصين وعلى إقامة علاقات أوثق مع قيادة الفضاء الأمريكية لضمان إمكانية الدفاع عن الأقمار الصناعية للبلاد خلال الحرب.
الاتصالات العسكرية
وتركز مهمة القمر الصناعي التجسسي الجديد، بحسب كريس سكوليز مدير مكتب الاستطلاع الوطني، على الأمن القومي وتقديم أفضل المعلومات في العالم لصانعي السياسات الأمريكيين، والمقاتلين والمجتمع المدني، وتماشيًا مع سياسة القوة الفضائية المشتركة، رفض كريس الكشف عن أي تفاصيل حول حمولة الصاروخ، سوى أنها حمولة للأمن القومي ستوفر قدرة رائعة يحتاجها الكثير من الأشخاص والمنظمات حتى يتمكنوا من معرفة ما يجري.
خلص محللون مستقلون، وفقًا للشبكة الأمريكية، إلى أن الحمولة على الأرجح كانت عبارة عن قمر صناعي متقدم لاستخبارات الإشارات متجه إلى مدار متزامن مع الأرض على ارتفاع 22300 ميل فوق خط الاستواء، حيث تظهر الأقمار الصناعية على هذا الارتفاع ثابتة في السماء لأنها تدور بشكل متزامن مع دوران الأرض، مما يسمح بالمراقبة المستمرة لمناطق محددة.
مواجهة الصين
ويعتقد المحللون، أن مثل هذه الأقمار الصناعية الخاصة باستخبارات الإشارات تحتوي على هوائيات شبكية عملاقة تتكشف في الفضاء، وتعمل بمثابة "آذان" ضخمة في السماء، تراقب مناطق واسعة للانبعاثات الراديوية، لا سيما العسكرية، حيث شدد سكوليز على أن التقدم الذي أحرزته الصين في مجال الفضاء يشكل مصدر قلق كبيرًا، حيث يقومون بوضع المركبات الفضائية بسرعة كبيرة وعلينا أن نبقى في المقدمة.
وتجري الوكالة الأمريكية جهودًا كبيرة لتحديث الأقمار الصناعية والأنظمة الأرضية لتحسين سرعة وجودة البيانات، وبحسب الصحيفة، إحدى الأولويات القائمة هي معالجة البيانات على متن القمر الصناعي حتى يمكن توصيل البيانات بشكل أكثر فعالية إلى المقاتل في الميدان والمساعدة في نقل المعلومات من المستشعر إلى المستخدم في أسرع وقت ممكن.
وتعمل الوكالة الأمريكية على استخدام الأقمار الصناعية الصغيرة للاستفادة من التوافر المتزايد لمركبات الإطلاق الأصغر حجمًا التي يمكن أن توفر استجابة أسرع، وفي الأنظمة الأرضية، تعمل الوكالة على تحديث بنيتها التحتية للحوسبة السحابية واستخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة المحللين على العمل بشكل أسرع.