في أجواء احتفالية مفعمة بالرمزية والدلالات السياسية، تستضيف فرنسا الرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارة رسمية خلال الفترة من 5 إلى 9 يونيو، حسبما ذكرت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية.
وتأتي هذه الزيارة على خلفية الاحتفال بالذكرى الـ80 لعملية إنزال نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية، والتي ستشهد حضور عدد من القادة العالميين، من بينهم الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا.
تحضيرات وترتيبات دقيقة
أوضحت الصحيفة الفرنسية أن حالة من الغموض أحاطت بتفاصيل هذه الزيارة متعددة المحطات، والتي ستمتد من شواطئ أوماها بيتش إلى مقبرة كوليفيل الأمريكية، ومن مدينة روان إلى العاصمة باريس.
وواجهت الإدارة الأمريكية، تحديات في التنسيق مع نظيرتها الفرنسية، بسبب ضرورة مراعاة عامل السن لدى الرئيس بايدن البالغ من العمر 80 عامًا، مما استدعى إدخال تعديلات على البرنامج الأصلي للزيارة، وشطب بعض المواقع المقترحة في البداية.
دوافع سياسية وانتخابية
ووفقًا لما نقلته الصحيفة، لا يخفى أن هذه الزيارة تحمل دلالات سياسية وانتخابية بالغة الأهمية لكلا الرئيسين، فبالنسبة لبايدن، الذي يسعى لولاية ثانية في انتخابات 5 نوفمبر المقبل، تمنحه المشاركة في احتفالات تخليد ذكرى الجنود الذين سقطوا من أجل تحرير أوروبا من الحكم النازي، فرصة للظهور في صور رمزية إلى جانب آخر المحاربين الأحياء، في مشهد يلقى صدى إيجابيًا لدى الناخبين الأمريكيين، كما أشارت الصحيفة.
أما بالنسبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فنقلت الصحيفة عن مصدر من محيط قائدة حزب النهضة الحاكم، قوله إن "استضافته لهذا الحدث الدولي الكبير، بعد أسابيع قليلة من استقباله للرئيس الصيني شي جين بينج، يعزز من مكانة بلاده كلاعب أساسي على الساحة الدولية".
وتأتي هذه الخطوة في ظل تراجع شعبية ماكرون محليًا، قبيل انتخابات البرلمان الأوروبي، إذ تظهر استطلاعات الرأي تدني أداء قائمة حزبه.
برنامج حافل ولقاءات مكثفة
ومن المقرر أن يشهد برنامج الزيارة حضورًا كثيفًا لوفد تشريعي أمريكي كبير، يضم العديد من أعضاء الكونجرس، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي.
وستجري لقاءات متعددة بين النواب الأمريكيين ونظرائهم الفرنسيين، إضافة إلى اجتماعات مجموعات الصداقة الفرنسية الأمريكية في الجانبين.
وأفادت "لو باريزيان" بأن الزيارة ستُختتم بعشاء رسمي فاخر على شرف الرئيس بايدن في قصر الإليزيه يوم السبت 8 يونيو، ومن المتوقع أن يتم التطرق إلى ملفات شائكة مثل الحرب في أوكرانيا والخلافات الاقتصادية عبر الأطلسي، فضلًا عن مستقبل العلاقات الثنائية في ظل احتمالية فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.