الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أكاديمي صيني: المنتدى "الصيني العربي" سيحقق نتائج عظيمة

  • مشاركة :
post-title
ما فو ده أستاذ في تاريخ الدول العربية والشؤون الدولية وعميد كلية الدراسات الآسيوية الإفريقية بجامعة شيآن للدراسات الدولية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تُعقد غدًا الخميس الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين، بمناسبة الذكرى الـ20 لتأسيسه، ويحضر القمة الرئيسان الصيني والمصري وقادة العديد من الدول العربية، بحثًا عن بناء مجتمع صيني عربي ذي مصير مشترك يحقق المنفعة لشعوبنا العربية وكذلك الشعب الصيني.

في هذا الصدد، أجرى موقع "القاهرة الإخبارية" حوارًا مع الأستاذ الدكتور ما فو ده، أستاذ تاريخ الدول العربية والشؤون الدولية وعميد كلية الدراسات الآسيوية الإفريقية بجامعة شيآن للدراسات الدولية، تناول مدى المنفعة التي ستعم على الشعوب العربية وكذلك الشعب الصيني من نتائج ذلك التعاون المستمر منذ 20 عامًا، والخطوات التي يجب اتخاذها لضمان تحقيق نتائج ملموسة من منتدى التعاون العربي الصيني.

وإلى نص الحوار:

بحضور الرئيس المصري للمنتدى.. ما المكاسب المشتركة التي يمكن أن تحققها مصر والمنطقة العربية من جانب والصين من جانب آخر؟

بداية يجب أن أؤكد أن حضور الرئيس المصري للمنتدى يمثل فرصة ثمينة لتعزيز التنمية الشاملة للعلاقات بين البلدين، وتعزيز مكانتهما في المجتمع الدولي وخلق المزيد من الفرص لتنميتها.

وعن المكاسب المشتركة لمنتدى التعاون الصيني العربي:

أولًا، تعزيز التعاون السياسي والأمني، فإن حضور الرئيس المصري للقمة لا يُظهر فقط أن الحكومة المصرية تولي أهمية كبيرة لعلاقتها مع الصين، بل يعكس أيضًا الأهمية التي توليها الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية للقمة، وبالتالي توفير الدعم السياسي لتعزيز المساعدة والثقة المتبادلة بين البلدين وتعزيز التعاون الأمني.

ثانيًا، تعزيز التعاون الاقتصادي المتعدد الأطراف، ويمكن لمصر أن تجد في القمة فرصة لزيادة منتجاتها الزراعية عالية الجودة والموارد المعدنية والحرف اليدوية كمنتجات تجارية رائدة لتحقيق التعاون التجاري مع الصين، والسعي من أجل اتفاقيات التصدير ذات المنفعة المتبادلة والأفضليات الجمركية من خلال المفاوضات الثنائية، إضافة إلى ذلك، يمكن لمصر اتخاذ إجراءات تحفيزية لتشجيع الشركات الصينية على الاستقرار في مصر للمساعدة في تنميتها والقضاء على الخلل التجاري بينها وبين الصين.

ثالثًا، تعزيز التبادلات التعليمية والتعاون الثقافي، ومع وجود التبادلات الحضارية والتعلم المتبادل سيعمل الجانبان على زيادة التبادلات الطلابية والأكاديمية بين الصين ومصر، وتعزيز التفاهم المتبادل بين شباب البلدين من خلال تقديم المنح الدراسية ومشاريع التبادل لتشجيع الطلاب من كلا الجانبين، والمشاركة في الزيارات المتبادلة ودورات التعلم المتبادل والصداقة، ويمكن أن تساعد أيضًا شعبي البلدين على فهم ثقافة بعضهما البعض وتعزيز تنمية السياحة بشكل فعّال من خلال إقامة المهرجانات الثقافية والمعارض الفنية وأنشطة الترويج السياحي.

رابعًا، تعزيز التعاون في مجال التنمية المستدامة، إذ أن الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في مصر لهما أهمية كبيرة في الأمن الغذائي بالعالم العربي فتكنولوجيا الزراعة بدون تربة وتكنولوجيا الري في الصين متقدمة وبالتالي يمكن للتكنولوجيا الزراعية في الصين أن توفر حلولًا صينية لمصر وغيرها من الدول العربية لمكافحة تصحر التربة ومقاومة الجفاف والأمراض وتحسين خصوبة التربة مما يدفع عملية التنمية الخضراء والمستدامة.

كيف ترى الدور المصري كجسر بين العالم العربي والصين في هذا المنتدى؟

أولًا، دور الوسيط، فمصر باعتبارها مركزًا للعالم العربي، كما أنها دولة غنية بالسكان، ومقر جامعة الدول العربية، فتتمتع بحضور فعّال في العالم العربي، وستكون العلاقات الودية بين مصر والصين بمثابة جسر يربط بين العرب والصين، ومن ثمّ تعزيز التبادلات والتعاون المتعمق بين الطرفين.

ثانيًا، قوة دافعة، عملت مصر بنشاط على تعزيز آلية التعاون الصيني العربي على المدى الطويل، وخاصة في مجالات الاقتصاد والثقافة والتعليم وغيرها من المجالات، الأمر الذي يعطي تلك العلاقات دفعة كبيرة وفرص تنمية للتعاون بين الطرفين.

ثالثًا، دور المنسق، ستلعب مصر دورًا مهمًا في التنسيق بين جميع الأطراف المشاركة في القمة بما يعزّز الوحدة بين الدول العربية والتنسيق والتعاون بين الدول العربية والصين.

رابعًا، نموذج للتنمية، ترسل القاهرة من خلال القمة رسالة للعالم مفادها إظهار إنجازاتها التنموية في الاقتصاد والثقافة والمجتمع وغيرها من الجوانب، وجذب الاستثمارات الدولية، وتعزيز تنمية التعاون الصيني المصري، ومن ثمّ تقديم نموذج للتعاون والتنمية الصينية العربية.

كيف يمكن أن يشكل المنتدى إسهامًا فعالًا في التصدي للتحديات الإقليمية والدولية الراهنة؟

أولًا، تعميق الثقة السياسية المتبادلة، وستعمل القمة على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول العربية من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى والحوار الاستراتيجي، والاستجابة بشكل مشترك للضغوط والتحديات الخارجية، والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.

ثانيًا، تعزيز التعاون الاقتصادي، استنادًا إلى إطار مبادرة "الحزام والطريق"، تلتزم هذه القمة بتعميق التعاون الاقتصادي، وتعزيز التعاون في التجارة والاستثمار وبناء البنية التحتية وغيرها من المجالات، وتعزيز النمو الاقتصادي الإقليمي والتنمية الاجتماعية من خلال التعاون الاقتصادي.

ثالثًا، التعامل مع تغير المناخ، وستجري الصين والدول العربية مناقشات متعمقة حول قضايا تغير المناخ في القمة وتلتزمان بشكل مشترك باتخاذ تدابير لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري وتعزيز التنمية الخضراء والمستدامة.

رابعًا، دعم التعددية، أكدت القمة على التمسك بالتعددية، ومعارضة السياسات التي يتم تبنيها بمحاربة الواردات بذريعة حماية الإنتاج الوطني، وهي التي تنتهجها الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة، وتعزيز بناء اقتصاد عالمي مفتوح، وحماية العدالة والإنصاف الدوليين، بهدف ضمان قيام جميع الدول بلعب دورها والمشاركة والاستفادة على قدم المساواة.

خامسًا، تعزيز التبادلات الثقافية، ستعمل القمة على تعزيز التبادلات الثقافية والتعلم المتبادل بين الشعبين الصيني والعربي، ومساعدة شعبي الجانبين على التخلص من تأثير الرأي العام الغربي، وبالتالي تعزيز التنمية المستقرة والمتناغمة للرأي العام الدولي.

باختصار، الغرض من القمة الصينية العربية هو توحيد نقاط القوة الأساسية للحضارتين الرئيسيتين في الصين والدول العربية من خلال التدابير المذكورة أعلاه، وتهدف إلى بناء توافق في الآراء بين الدول، وجمع أطراف متعددة لتوحيد جهود مشتركة لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، والاستجابة بشكل مشترك للتحديات الإقليمية والدولية الحالية.

ما الخطوات التي يجب اتخاذها لضمان تحقيق نتائج ملموسة من منتدى التعاون العربي الصيني؟

أولًا، التمسك بمفهوم التنمية الشاملة بناء على "الإجراءات الثمانية المشتركة"، ففي 9 ديسمبر 2022، اقترح الرئيس الصيني بوضوح خطة "الإجراءات المشتركة الثمانية الرئيسية" في قمة الصين والدول العربية، التي ترسم الطريق إلى الأمام للتعاون والتنمية بين الصين والدول العربية. وقد غطت الموضوعات دعم التنمية والأمن الغذائي والصحة والابتكار الأخضر، وثمانية مجالات تشمل أمن الطاقة، والحوار بين الحضارات، وتنمية مواهب الشباب، والأمن والاستقرار.

ثانيًا، التمسك بمفهوم الأمن الشامل القائم على التنمية المستقرة، ويهدف إلى حل المنازعات عن طريق الحوار والسلمي وإنهاء الصراع في غزة في أقرب وقت ممكن وتحقيق السلام، وفي الوقت نفسه تشجيع المجتمع الدولي على تنفيذ "حل الدولتين" بتصميم أكبر وإجراءات أكثر واقعية، وتحقيق السلام والتسامح والاستقرار على المدى الطويل في نهاية المطاف بالشرق الأوسط.

ثالثًا، دحض الرأي العام الغربي والتوسع في مفهوم الحضارة المشتركة، وفي العصر الحديث، اعتمدت الدول الغربية متمثلة في الولايات المتحدة على هيمنتها الخطابية لنشر مغالطات مستمرة مثل "نظرية التهديد الصيني" و"الإسلاموفوبيا"، التي تضررت بها بشكل خطير الصورة الدولية للصين والدول العربية. ومع ذلك، إذا نظرنا إلى أصول الحضارة القائمة على الأصل التاريخي، فإن الحضارة الصينية والحضارة العربية الكلاسيكية تتطابقان في الجوهر الأيديولوجي المتمثل في "التسامح والتعاون"، ما يثبت كذلك أن العلاقات الصينية العربية لها أساس من القيمة المشتركة. واستنادًا إلى الوضع المعاصر، أشار الرئيس الصيني شي جين بينج إلى أنه يجب على الدول المختلفة والحضارات المختلفة أن تتطور معًا مع احترام بعضها البعض والتعاون لتحقيق نتائج مربحة للجانبين مع البحث عن أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات.

كما أكد الزعماء العرب أن السلام والاعتدال والتسامح والإحسان هي المعنى الحقيقي للإسلام. وفي ضوء ذلك، فإن نشر الرأي العام في العالم العربي يجب أن يستكشف ويشرح رؤية الصين للحضارة، ويعزّز القيمة الأساسية المهمة لعمل الجانبين معًا ومساعدة بعضهما البعض.