يشعر قادة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بجنوب إفريقيا، بالقلق أكثر من أي وقت مضى من أنه سيخسر أغلبيته في الانتخابات العامة السابعة المقرر انعقادها 29 مايو الجاري، للمرة الأولى منذ أن قاده نيلسون مانديلا إلى النصر.
أزمات يواجهها الحزب
يواجه حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، العديد من المشكلات أبرزها البطالة، إذ يعاني نحو 4 من كل 10 مواطنين في جنوب إفريقيا من عدم الالتحاق بالعمل، في حين أن الخدمات العامة الأساسية إما سيئة أو غير موجودة.
وقال ويليام جوميد، المحلل السياسي الذي ساعد أيضًا بعض أحزاب المعارضة في تشكيل اتفاق ائتلاف قبل الانتخابات: "تمثل الجريمة الحدث الرئيسي الذي يتحدث عنه الناس في كل مكان في البلاد"، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وإذا انخفضت نسبة التصويت في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي إلى أقل من 50%، سيجبر على الانضمام إلى ائتلاف. وروى ثاليبو المؤهلات المختلفة التي حصل عليها في المدرسة، وقال الشاب البالغ من العمر 28 عامًا: "لديّ الكثير من الشهادات لكنها لا تنفعني".
ولا يزال الحزب الديمقراطي يعاني من الشعور بأنه يهيمن عليه البيض. وبالرغم من أنه كان الحشد في مسيرة الأسبوع الماضي بالكامل تقريبًا من السود، لكن خلف الكواليس حيث اختلط موظفو الحزب والسياسيون، كانت نسبة الأشخاص البيض أعلى بكثير.
غضب تجاه الحزب
كذلك يمثل تعدد الخيارات عقبة أمام حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، إذ يشارك 52 حزبًا في صناديق الاقتراع، وأكثرها شعبية هو التحالف الديمقراطي، الذي اكتسب شعبية من خلال إدارته لمقاطعتي كيب تاون وويسترن كيب.
وفي اجتماع لحزب التحالف الديمقراطي، كان هناك غضب تجاه حزب المؤتمر الوطني الإفريقي ولم يشعر كبار السن من السود في جنوب إفريقيا بأي من الولاء المتبقي.
وقال إبريل مولوبي - 36 عامًا - خلال تجمع لحزب التحالف الديمقراطي المعارض: "يشرب أطفالنا المياه القذرة وينامون جائعين"، مضيفًا: "أريد فقط أن تمنحنا الحكومة الوظائف حتى نتمكن من العمل".
دعم مستمر
وفي المقابل، أظهر حشد كبير يضم 83 ألفًا من أنصار حزب المؤتمر الوطني الإفريقي لجنوب إفريقيا أنه على الرغم من المشكلات العديدة التي تواجهها البلاد، فإن الحزب الحاكم لا يزال يستطيع الفوز.
وأصر ستيفن سيرابيزو - مسؤول إسكان يبلغ من العمر 62 عامًا - انضم للحشد على أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي يجدد نفسه، وأشار إلى موقف الحكومة بشأن الحرب على غزة، وقرارها بإحالة إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية. وقال: "نحن نقود العالم على التأكيد من أن الفلسطينيين لديهم صوت على المستوى الدولي".
ويعتقد سيرابيزا أن حزبه وبلاده لديهما مستقبل أكثر إشراقًا، وقال: "لقد وصلنا إلى مكان ما وهناك أمل ولا يوجد سبب لليأس".
وإذا كان حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بحاجة إلى الدخول في ائتلاف، فإن سيرابيزو سيفضل التوصل إلى اتفاق مع التحالف الديمقراطي، الذي يعتقد أن لديه سياسات اقتصادية مماثلة.