الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حجج صعبة لا يمكن دحضها.. شكوى جنوب إفريقيا بـ"العدل الدولية" أوجعت إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
جلسة محكمة العدل في لاهاي

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

أثارت اتهامات جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، التي قدمتها أمس الخميس أمام محكمة العدل الدولية، ردود فعل كبيرة على جميع المستويات الإسرائيلية، وهو الأمر الذي وصفته صحيفة "هاآرتس" العبرية بأنه "سيكون من الصعب على إسرائيل أن تدحض الحجة ضدها".

وقدمت جنوب إفريقيا شكوى مكونة من 84 صفحة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، وحثّت القضاة على إصدار أمر عاجل لإسرائيل بـتعليق فوري لعملياتها العسكرية في قطاع غزة، فيما ذكر الوفد الجنوب إفريقي أن "الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) لا يمكن أن يبرر ما ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة".

اتهامات تضر إسرائيل

ووفقًا لتقرير "هاآرتس"، ذكر حقوقيون إسرائيليون أن فريق جنوب إفريقيا في جلسة الاستماع أمام المحكمة كان محترفًا، وأن الاتهامات ستضر إسرائيل، وسيكون من الصعب على تل أبيب أن تدحض حجة جنوب إفريقيا ضدها، والتي تتخللها تصريحات متطرفة لكبار المسؤولين الإسرائيليين، حتى وإن لم تعكس السياسة الرسمية.

ورأى ثلاثة من القانونيين الذين تحدثوا مع "هاآرتس" أن ممثلي جنوب إفريقيا تصرفوا بشكل احترافي خلال جلسة الاستماع في محكمة العدل في لاهاي، محذرين من أن الاتهام سيؤدي إلى تفاقم الوضع في إسرائيل.

أسباب جرّ إسرائيل للمحكمة

أما صحيفة "كالكاليست" العبرية، فعددت أسباب جرّ جنوب إفريقيا إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، ومنها وفق ما ذكرته أنه "بسبب انتماء جنوب إفريقيا إلى كتلة الدول التي تضم الصين وروسيا وإيران وفنزويلا، ومن ثم، فهي لم تدن قط بوتين وروسيا بسبب غزو أوكرانيا، فتطوعت جنوب إفريقيا لتكون بمثابة "الأحمق المفيد" لهذه الكتلة.

واعتبرت أيضًا أن تحالف جنوب إفريقيا مع حماس وإيران هدفه تحويل الانتباه عن السياسة الداخلية، مع احتمال أن يكون الحزب الحاكم، وهو "المؤتمر الوطني الإفريقي"، على وشك الخسارة في الانتخابات المقبلة وربما يفقد السلطة، لذلك حاولت إظهار نوع من الإنسانية النبيلة والتعبئة لصالح المعاناة في الشرق الأوسط ممزوجة بقليل من معاداة السامية في الداخل.

أيضًا، قال المعهد الإسرائيلي للديمقراطية إن جنوب إفريقيا أصبحت شريكة للفلسطينيين في النشاط الدولي ضد إسرائيل لسنوات عديدة، وأن هذا بسبب دعم إسرائيل لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا خلال بعض السنوات الأكثر قمعًا من حكم البيض، أي إن "النضال الفلسطيني يُنظر إليه على أنه مماثل ويتوافق مع نضال السود في جنوب إفريقيا من أجل التحرر والمساواة".

حجج صعبة تضر دولة الاحتلال
ذراع قانوني لـ"حماس"

وزارة الخارجية الإسرائيلية، سارعت للرد على جنوب إفريقيا التي وصفتها بأنها "الذراع القانوني لحركة حماس وأن ممثليها شوهوا الواقع في غزة منذ 7 أكتوبر، بينما تجاهلوا حقيقة أن عناصر حماس تسللوا إلى إسرائيل وقتلوا وأعدموا وذبحوا واغتصبوا واختطفوا إسرائيليين"، وفق بيان للوزارة.

وهاجمت خارجية الاحتلال المدعين العامين في جنوب إفريقيا، وأطلقوا عليهم لقب "ممثلي حماس" الذين يسعون إلى السماح لهم بالعودة وارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، مشيرة إلى إن المحامين الجنوب إفريقيين تتجاهلوا حقيقة أن حماس تستخدم السكان المدنيين في غزة دروعًا بشرية وأيضًَا المستشفيات والمدارس وملاجئ الأمم المتحدة والمساجد والكنائس بنية تعريض حياة سكان قطاع غزة للخطر، على حد زعم البيان.

إسرائيل سترد بالقوة

وفي مقابلة متلفزة مع المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي مارك ريجيف، قال إن "جنوب إفريقيا تعمل الآن كذراع قانوني لحركة حماس، وسنقدم كل الحجج ضد مطالبتها أمام محكمة العدل الدولية.. وعلى الذين يهاجمون إسرائيل أن يعلموا أننا سنرد بالقوة".

وعلى المنوال ذاته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن "الولايات المتحدة لا ترى أي أساس لمزاعم جنوب إفريقيا"، مشيرًا إلى أن "هناك مشكلات حقيقية في ما يتعلق بالغذاء في قطاع غزة، حيث لا تصل شاحنات المساعدات الكافية".

وسوم :سياسة