بعد 15 شهرًا من حادثة خروج قطار عن مساره العام الماضي وتسرب أكثر من مليون رطل من المواد الكيميائية الخطرة في قرية شرق فلسطين بولاية أوهايو الأمريكية، توصل الفيدراليون إلى تسوية بقيمة 310 مليون دولار تعويضًا بشأن تلك الحادث.
وتقع قرية شرق فلسطين، في شمال شرق مقاطعة كولومبيانا، بولاية أوهايو، على الحدود مع بنسلفانيا، وتأسست في عام 1828 باسم "ميكانك بورك".
أدرجت كقرية عام 1875 باسم "شرق فلسطين"، على اسم منطقة فلسطين كجزء من المسميات الدينية في المنطقة، والذي تضمن تجمعات مثل وادي إنون والجليل الجديد.
وتقع شرق فلسطين على امتداد سكك حديد "نورفوك ساذرن"، وبها محطة قطارات شحن، وكانت موطنًا لصناعة الخزف والإطارات، ويبلغ عدد سكانها 4.761 نسمة بحسب تعداد 2020.
تسوية بـ310 ملايين دولار
وتوصلت وكالة حماية البيئة ووزارة العدل الأمريكية إلى اتفاق تسوية بقيمة 310 ملايين دولار مع شركة "نورفولك ساذرن" بعد خروج القطار عن مساره في 3 فبراير 2023، والذي أدى إلى تسرب أكثر من مليون رطل من المواد الكيميائية الخطرة إلى التربة والمياه والهواء في ولاية أوهايو.
وإذا تمت الموافقة على التسوية من قبل المحكمة الجزئية الأمريكية للمنطقة الشمالية من ولاية أوهايو، سيُطلب من شركة نورفولك اتخاذ تدابير لتحسين سلامة السكك الحديدية، ودفع تكاليف خدمات المراقبة الصحية والصحة العقلية للمجتمعات المحيطة، وتمويل المراقبة البيئية على المدى الطويل، وفق "سي إن إن" الأمريكية.
وأدى خروج القطار عن مساره في فبراير 2023 إلى إشعال جحيم دام يومًا كاملاً، وقذف أبخرة سامة في الهواء، ونفوق آلاف الأسماك، وترك السكان يتساءلون عمّا إذا كان العيش في بلدة "شرق فلسطين" آمنًا أم خطرًا.
مشكلات صحية
وفي الأسابيع التي تلت الكارثة، قال المسؤولون إن الاختبارات أظهرت أن جودة الهواء والمياه البلدية آمنة، لكن بعض السكان أبلغوا عن مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية بعد الخروج عن المسار، بما في ذلك الطفح الجلدي والغثيان والأنوف الدموية وصعوبة التنفس.
وجاء اتفاق التسوية بقيمة 310 مليون دولار، بعد من دعوى قضائية رفعتها وزارة العدل الأمريكية ضد "نورفولك ساذرن" نيابة عن وكالة حماية البيئة في مارس 2023، بدعوى حدوث انتهاكات لقانون المياه النظيفة من تصريف الملوثات والمواد الخطرة في المياه.
وذكرت شركة "نورفولك"، في بيان: "إنها توصلت إلى اتفاق مع وزارة العدل ووكالة حماية البيئة ووزارة الداخلية الأمريكية لحل جميع مطالباتهم وتحقيقاتهم الناشئة عن خروج القطار عن المسار في شرق فلسطين بولاية أوهايو".
وتوصلت الشركة إلى اتفاق بقيمة 600 مليون دولار، من شأنها أن تحل جميع الدعاوى القضائية التي تغطي آلاف السكان ضمن مسافة 20 ميلاً من موقع الخروج عن المسار، لافتة إلى أن التسوية "لا تشكل أي اعتراف بالمسؤولية أو المخالفة أو الخطأ".
سبب الكارثة
وبيّن المجلس الوطني لسلامة النقل الذي حقق في سبب خروج القطار عن المسار، إن أجهزة الاستشعار اكتشفت وجود إحدى العجلات صارت لأميال قبل أن تفشل في النهاية، وتتسبب في خروج القطار عن مساره، وأن أجهزة الكشف لم تنبه الطاقم إلا بعد فوات الأوان.
زيارة بايدن
وفي فبراير الماضي، واجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، ردود فعل واسعة النطاق وعنيفة من الأمريكيين عبر مواقع التواصل، بسبب إجرائه زيارة "متأخرة" جدًا إلى قرية شرق فلسطين، إذ تأخرت 378 يومًا عن الموعد الذي كان يجب على بايدن أن يقوم به.
وكان القطار ينقل أكثر من 700 ألف رطل من "كلوريد الفينيل" المعروف أنه مادة مسرطنة تستخدم في إنتاج الأنابيب والأثاث والتغليف، عندما خرج عن القضبان، وحرق مستجيبون للطوارئ جزءًا كبيرًا من الشحنة، لتجنب انفجار المادة المنقولة، وأرسلت الإدارة الأمريكية تدفقًا من الموارد إلى "شرق فلسطين" وبذلت جهودًا للتنظيف ما أمكن، لكن السكان ظلوا يعربون عن مخاوفهم بشأن استمرار التلوث، وطالبوا مرارًا بأن يزورهم.
في يناير الماضي، أرسل كل من رئيس بلدية شرق فلسطين وسكان القرية رسائل إلى البيت الأبيض يطلبون فيها من الرئيس بايدن أن يزورهم للاستماع إلى مخاوفهم العالقة بنفسه، ففعلها بايدن وزارهم، وعقد مؤتمرًا صحفيًا مصغرًا لم ينل رضى الكثيرين.
وعلق الممثل الكوميدي الأمريكي "تيم ينج" على زيارة بايدن المتأخرة، مازحًا: "ربما يعتقد بايدن أنه يزور قيادة حماس في شرق فلسطين اليوم"، كما قال رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي ديفيد أوليفر ساكس: "بايدن هو أول رئيس تكرهه فلسطين وشرق فلسطين معًا"، وفق "فوكس نيوز".