نتيجة تصاعد الأعمال العدائية والقصف المُتواصل من جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، يحتشد الآلاف من المواطنين في جميع أنحاء العالم، مُنددين بالعدوان الإسرائيلي وداعمين للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة.
وفي هذا الصدد، فقد سائق قطار في لندن وظيفته، بعدما هتف لفلسطين وعارض الأعمال العدائية لجيش الاحتلال، من خلال نظام الإعلانات الصوتية في القطار. حسبما ذكرت صحيفة "ذا جارديان".
"فلسطين حرة"
في مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر سائق القطار وهو يستخدم نظام الإعلانات الصوتية للقطار لقول "أتمنى لكم جميعًا يومًا سعيدًا" و"أبقوا جميع هؤلاء الناس في صلواتكم"، ثم بدأ يردد "حرة، حرة"، فيجيب الركاب "فلسطين".
غضب المسؤولين
وأثار هذا التصرف استياء وزير النقل البريطاني، مارك هاربر، الذي قال، إن سائق القطار يجب أن "يلتزم بعمله" وأن هذا التصرف "غير مناسب" و"يشكل خطرًا مباشرًا على الشعب اليهودي"، و"يجب أن يؤخذ على محمل الجد".
وأضاف "هاربر"، أن الشرطة تجري الآن التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابسات الحادث.
وقال وزير شؤون لندن، بول سكالي، إن الموظفين يجب أن "يصبوا اهتمامهم على عملهم اليومي"، وحذّر من إثارة التوترات في العاصمة. مُضيفًا، أنه "من المهم حقًا ألا يثير سكان لندن التوتر في عاصمتنا، حيث يعيش اليهود بسلام جنبًا إلى جنب مع المسلمين".
فتح تحقيق
بعد انتشار المقطع، قالت شركة النقل في العاصمة لندن إنها تحقق على وجه السرعة في الحادث، وأضافت أنها "مُلتزمة بتوفير شبكة آمنة للجميع".
كما قالت شرطة النقل البريطانية، إن سائق القطار تم تحديده وإيقافه عن العمل في انتظار مزيد من التحقيق في الحادث.
وقال جلين بارتون، كبير مسؤولي العمليات في شركة نقل لندن: "لقد كنا نحقق بشكل عاجل ودقيق في المقطع الذي يظهر سائق قطار يسيء استخدام نظام الإعلانات الصوتية ويقود هتافات، وقد تم تحديد السائق وإيقافه عن العمل، بينما نواصل التحقيق الكامل في الحادث وفقًا لسياساتنا وإجراءاتنا".
الاحتلال يعلق
وكتبت السفارة الإسرائيلية في بريطانيا، "من المُثير للقلق العميق أن نرى مثل هذا التعصب في مترو أنفاق لندن.. يجب أن تكون وسائل النقل العام مكانًا آمنًا للجميع".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، غاراته التي تستهدف المدنيين العزل، لليوم الثامن عشر على التوالي، مُخلفًا آلاف الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين، فضلًا عن استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، بينما الذين نجوا من القصف يعانون الآن أوضاعًا إنسانية كارثية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والوقوف ضد المحاولات الدولية والعربية لإدخال المساعدات.