حالة من عدم اليقين تشوب الداخل الإيراني، بعد وفاة الرئيس، إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان. ومع خسارة كبار الشخصيات السياسية، تجد إيران نفسها تتصارع مع تحديات داخلية وجيوسياسية على جبهات متعددة، خاصة في أعقاب التوتر الإقليمي؛ بسبب الحرب المستمرة في غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
تصاعد التوترات في الشرق الأوسط
وبعيدًا عن الصراعات الداخلية على السلطة، تواجه إيران توترات متصاعدة مع خصومها الإقليميين، وخاصة إسرائيل. وذكر تحليل لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن "حرب إسرائيل ضد حماس والكارثة الإنسانية اللاحقة التي تكشفت في غزة على مدى الأشهر السبعة الماضية، ألهبت الرأي العام العالمي، وأدت إلى تصاعد التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقد أدى تبادل الضربات المباشرة الأخيرة بين إيران وإسرائيل إلى زيادة المخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقًا في منطقة الشرق الأوسط.
وخلال الشهر الماضي، شنت إيران هجومًا غير مسبوق بطائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل، في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق. وعلى الرغم من توقف الضربات المباشرة بين الطرفين، إلا أن الصراعات بالوكالة لا تزال مستمرة، مع استمرار الجماعات المدعومة من إيران، مثل حزب الله في الاشتباك مع القوات الإسرائيلية بشكل يومي، حسبما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
كما أن وفاة "رئيسي" تزيد من المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني وعلاقاتها المتوترة مع الغرب. وقد أثار تخصيب إيران لليورانيوم إلى مستويات تقترب من مستويات تصنيع الأسلحة إدانة دولية وزاد من المخاوف من الانتشار النووي.
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، يمتد نفوذ إيران إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط وتنافسها مع إسرائيل. وتتشابه إيران وعدوها اللدود إسرائيل منذ فترة طويلة في أن طهران تسعى لامتلاك أسلحة نووية تحت ستار برنامج نووي سلمي فيما تعتبره تهديدًا لمنع الانتشار في كل مكان.
آفاق الصراع
وفي الوقت الحالي، وبعد مرور سبعة أشهر على حرب غزة، انخرطت إسرائيل وإيران في حرب ظل من العمليات السرية والهجمات الإلكترونية لسنوات. والجدير بالذكر أن تبادل إطلاق النار في الشهر الماضي، كان بمثابة أول مواجهة عسكرية مباشرة بينهما.
وقد امتد الصراع المستمر بين جيش الاحتلال والفصائل الفلسطينية وحلفاء إيران، حيث يشكل كل هجوم وهجوم مضاد تهديدًا بالتصعيد إلى صراع أوسع في غرب آسيا. ويخشى الخبراء الإقليميون من أن هذا الوضع المتقلب قد يزداد سوءًا؛ بسبب وفاة الرئيس الإيراني، حسبما ذكرت "نيوزويك".
وقال المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الخارجية اليوم الاثنين، إن الدولة الإسلامية تخطط "لمواصلة أجندة سياستها الخارجية بحزم" تحت قيادة المرشد الأعلى على خامنئي.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن المجلس قوله: "مما لا شك فيه، فإن مسار السياسة الخارجية الإيرانية سيستمر بقوة وبتوجيهات من المرشد الأعلى".
وذكر البيان: "بوجودهما النشط في ساحات السياسة الخارجية، بذل الرئيس وكبير دبلوماسييه ما في وسعهما لتحقيق المصالح الوطنية لجمهورية إيران الإسلامية".