لقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مصرعه في حادث تحطم مروحية مروع، ما ينبئ بأن رحيل المرشح البارز لخلافة المرشد الإيراني علي خامنئي، قد يفتح بوابة جديدة من عدم الاستقرار السياسي والاضطرابات الداخلية في إيران والمنطقة، حسبما أشار خبراء.
الفراغ السلطوي
ووفقًا لما أشارت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، حذر خبراء من أن مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد يدخل البلاد في مرحلة جديدة من عدم الاستقرار السياسي والصراع الداخلي حول خلافة المرشد علي خامنئي، فرئيسي كان من المرشحين البارزين لخلافته.
ويرى جويل روبين، نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق، أن "رئيسي" كان يُنظر إليه على أنه الخيار المفضل للمرشد الإيراني، مشيرًا إلى أن رحيل "رئيسي" سيلقي إيران في دوامة من الاضطرابات.
وفي أعقاب وفاة رئيسي، من المقرر أن يتولى نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر، مهام الرئاسة بالإنابة بموافقة المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي وفقًا للمادة 131 من الدستور الإيراني، لحين إجراء انتخابات جديدة في غضون 50 يومًا.
تحديات الانتخابات الجديدة
إضافة إلى ذلك، سيواجه النظام الإيراني تحديًا كبيرًا في تنظيم انتخابات رئاسية جديدة، خلال 50 يومًا كما ينص الدستور، إذ يحذر تريتا بارسي، الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية، في حديثه لـ"نيوزويك"، من صعوبة "إثارة أي حماس في البلاد لهذه الانتخابات"، نظرًا لانخفاض شعبية النظام الحالي بشكل غير مسبوق.
وانتُخب رئيسي، رئيس السلطة القضائية السابق، رئيسًا في يونيو 2021، وكان على وشك الترشح لإعادة انتخابه لولاية ثانية مدتها أربع سنوات، العام المقبل.
وفاز رئيسي بنحو 18 مليون صوت من أصل 28.9 مليون صوت في الانتخابات، واختار العديد من الناخبين ذوي الميول المعتدلة عدم التصويت في انتخابات 2021، لأنهم شعروا أنها مزورة لصالح رئيسي، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
مخاوف من تصعيد التوترات مع إسرائيل
إلى جانب الاضطرابات الداخلية، يثير خبراء مخاوف من أن يلجأ النظام الإيراني إلى التصعيد والمواجهة مع إسرائيل في محاولة لتحويل الانتباه وتعزيز شرعيته، فقد حذر "بارسي" من أن "التكهنات حول احتمال تورط جهة خارجية في الحادث، خصوصًا إسرائيل، ستؤجج المزيد من حالة عدم الثقة بين الشعب والنظام".
وتأتي هذه المخاوف في سياق التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، والتي جاءت على خلفية استهداف مقر قنصلية طهران في سوريا، ما استدعى ردًا إيرانيًا بهجوم موسع باستخدام مسيرات على عدد من المواقع في إسرائيل.
فرصة لقيادة أكثر اعتدالًا
في المقابل، ترى باربرا سلافين، الخبيرة في معهد ستيمسون، أن رحيل رئيسي قد يُمهد الطريق لقيادة جديدة أكثر اعتدالًا وقبولًا شعبيًا.
ووصفت سلافين "رئيسي" بأنه "سيد الصف السادس"، بسبب تعليمه المحدود وقدراته الفكرية الضعيفة، حسب ذكرها، مشيرة إلى أن خلافته قد تكون "فرصة لانتخاب رئيس أكثر كفاءة وشعبية".
وأشارت سلافين إلى أن "الخليفة المحتمل لوزير الخارجية قد يكون المسؤول عن الملف النووي مع الولايات المتحدة، وهو أكثر دهاءً من عبداللهيان"، في إشارة إلى علي باقري كاني، نائب وزير الخارجية الإيراني.