مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر 2024، تتجه أنظار العالم نحو سبع ولايات محورية تشير صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إلى أنها قد تحسم المعركة بين المرشحين؛ الرئيس الحالي جو بايدن ونظيره السابق دونالد ترامب.
أريزونا.. المتأرجحة
تشير "ذا هيل" إلى أن ولاية أريزونا، التي فاز فيها بايدن بفارق ضئيل للغاية في 2020، تشهد الآن تقدمًا لترامب بفارق 6 نقاط تقريبًا في استطلاعات الرأي، وتلعب قضايا الهجرة وأمن الحدود دورًا محوريًا في هذه الولاية، بينما يعوّل الديمقراطيون على أن تدفع قضايا حقوق الإجهاض المزيد من الناخبين للتصويت لصالحهم هناك.
جورجيا.. الحاسمة
بحسب تحليل الصحيفة، تعد جورجيا التي انتزعها بايدن من ترامب في 2020 بفارق أقل من 12 ألف صوت، مرة أخرى ساحة المعركة الرئيسية هذا العام، إلا أن غياب سباقات انتخابية كبرى أخرى، مثل انتخابات مجلس الشيوخ التي شهدت إقبالًا جماهيريًا كبيرًا في 2020، قد يؤثر سلبًا على معدلات المشاركة الديمقراطية ويضعف فرص بايدن في الحفاظ على الولاية، بـ16 صوتًا انتخابيًا حاسمة هناك، حيث يتقدم ترامب حاليًا بفارق 6 نقاط أيضًا.
ميشيجان.. اختبار عربي
تعتبر ولاية ميشيجان ذات الأهمية الاستراتيجية من أبرز ساحات المعركة الانتخابية هذا العام، حيث فاز بها بايدن بفارق ضئيل في 2020 بفضل دعم ناخبين مهمين مثل العرب والطلاب، لكن صحيفة "ذا هيل" أشارت إلى أن بايدن واجه تصويتًا احتجاجيًا كبيرًا من قِبل هاتين الشريحتين في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية هذا العام، ما أثار مخاوف من امتناعهم عن التصويت في نوفمبر.
وتوضح الصحيفة أن الناخبين العرب، الذين يشكلون شريحة سكانية مهمة في ميشيجان، عبّروا عن غضبهم من إدارة بايدن لأزمة الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، فيما دعا بعض الطلاب إلى مقاطعة التصويت للرئيس الحالي.
من ناحية أخرى، تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم ترامب بفارق 4 نقاط حاليًا في ميشيجان، التي تضم 15 صوتًا انتخابيًا مهمًا.
نيفادا.. أصوات اللاتينيين
تُعتبر ولاية نيفادا إحدى الولايات الحاسمة هذا العام، حيث يسعى كلا المرشحين الرئيسيين للفوز بأصوات الناخبين اللاتينيين الذين يشكلون شريحة سكانية كبيرة وحاسمة هناك.
تشير صحيفة "ذا هيل" إلى أن بايدن فاز في نيفادا عام 2020 بفارق 2.4 نقطة مئوية فقط، في حين فازت المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون هناك في 2016 أيضًا بهامش ضيق للغاية.
المشهد في الولاية هذا العام يبدو مختلفًا، حيث تظهر استطلاعات الرأي الحالية تقدمًا كبيرًا لترامب بفارق يصل إلى نحو 7 نقاط على بايدن في المتوسط، بحسب ما تورده الصحيفة.
كما تلفت "ذا هيل" إلى أن استطلاع نيويورك تايمز وضع بايدن متأخرًا بفارق 12 نقطة عن ترامب في مواجهة مباشرة بينهما في نيفادا، وهي أسوأ نتيجة له بين جميع الولايات المتأرجحة في ذلك الاستطلاع.
وتضيف الصحيفة أن وجود مرشح حزب ثالث قوي في نيفادا قد يزيد من تآكل أصوات كلا المرشحين الرئيسيين، في إشارة إلى المخاوف من تكرار سيناريو انتخابات 2016 و2020.
كارولينا الشمالية.. هدف ديمقراطي
على الرغم من خسارة بايدن في ولاية كارولينا الشمالية أمام ترامب عام 2020 بفارق 1.5 نقطة مئوية، إلا أن حملته الانتخابية تأمل في انتزاعها من الجمهوريين هذا العام، بحسب ما تشير إليه صحيفة "ذا هيل".
وتلفت الصحيفة إلى أن إدارة بايدن أقرت بأنه سيتعين بذل "جهد متواصل" على مدار الأشهر الستة المقبلة لتحقيق هذا الهدف الصعب.
من ناحية أخرى، تشير استطلاعات الرأي الحالية إلى تقدم ترامب بفارق 4.6 نقطة على بايدن في كارولينا الشمالية، حسب متوسطات استطلاعات الرأي التي تستعرضها الصحيفة.
وتضيف الصحيفة أن آخر ديمقراطي فاز بكارولينا الشمالية كان الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2008، ما يوضح مدى صعوبة مهمة بايدن هناك.
من ناحية أخرى، تلفت "ذا هيل" إلى أن الحاكم الديمقراطي للولاية روي كوبر أعرب الشهر الماضي عن اعتقاده بأن بايدن لديه فرصة للفوز في كارولينا الشمالية.
كما تشير الصحيفة إلى أن المرشح الجمهوري لمنصب حاكم الولاية، نائب الحاكم مارك روبنسون، قد يشكل خطرًا سياسيًا على حزبه بسبب تصريحات سابقة له أثارت جدلًا.
بنسلفانيا.. تصويت احتجاجي
تعتبر بنسلفانيا واحدة من أبرز ساحات المعارك الانتخابية هذا العام، إذ قد تحسم كتلتها التصويتية البالغة 19 صوتًا انتخابيًا نتيجة الانتخابات برمتها.
وتشير صحيفة "ذا هيل" إلى أن الانتخابات التمهيدية الأخيرة في الولاية كشفت عن نقاط ضعف لكل من بايدن وترامب تجاه الناخبين هناك.
فقد حصلت المرشحة الجمهورية السابقة نيكي هالي، التي انسحبت من السباق قبل شهرين تقريبًا، على أكثر من 150 ألف صوت في بنسلفانيا، وحققت نحو 20% من الأصوات في العديد من المقاطعات.
وعلى الرغم من أن هذه الأصوات لم تمنع ترامب من الفوز بجميع مقاعد الولاية المخصصة للفائز، إلا أن الصحيفة ترى فيها إشارة تحذير له في هذه الولاية الحاسمة.
أما على الجانب الديمقراطي، فقد واجه بايدن أيضًا تصويتًا احتجاجيًا، حيث دعت حملة "إهمال بايدن" الناخبين إلى مقاطعة التصويت للرئيس الحالي بسبب قضايا تتعلق بتعامل إدارته مع الحرب بين إسرائيل وحماس.
وعلى عكس ذلك، تشير صحيفة "ذا هيل" إلى أن المرشح الديمقراطي للمقعد الثاني لبنسلفانيا في مجلس الشيوخ، السيناتور بوب كاسي، يتمتع بشعبية نسبية وتقدم على بايدن ومنافسه الجمهوري ديفيد مكورميك في استطلاعات الرأي.
وبحسب متوسطات استطلاعات الرأي التي تستعرضها الصحيفة، يتقدم ترامب حاليًا على بايدن بفارق 1.7 نقطة في بنسلفانيا، التي فاز فيها بايدن بفارق 1.2 نقطة في 2020.
ويسكونسن.. نهاية المعركة
تعتبر ويسكونسن من أهم الولايات المتأرجحة التي قد تحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية بأكملها هذا العام، حيث فاز بها بايدن بفارق أقل من 1% فقط في 2020.
وتشير صحيفة "ذا هيل" إلى أن آخر استطلاعات الرأي تظهر تقدمًا طفيفًا لترامب بفارق لا يتجاوز 1 نقطة على بايدن في ويسكونسن حاليًا.
لكن ما قد يضاعف من تحديات بايدن هناك هو وجود مرشحين مستقلين، مثل روبرت كينيدي جونيور، حيث كشف استطلاع لجامعة كوينيبياك الشهر الماضي أن تضمين هؤلاء المرشحين في الاستطلاع قلص تقدم بايدن على ترامب من 6 نقاط إلى نقطة واحدة فقط.
وترى الصحيفة أن هذا قد يشير إلى إمكانية أن يلعب المرشحون المستقلون دورًا كبيرًا في تقويض فرص أي من المرشحين الرئيسيين في ويسكونسن.
من ناحية أخرى، تلفت "ذا هيل" إلى أن بايدن زار ولاية ويسكونسن مؤخرًا للترويج لاستثمار بقيمة 3.3 مليار دولار من شركة مايكروسوفت لبناء مركز بيانات للذكاء الاصطناعي هناك، في محاولة لتسليط الضوء على نجاحات إدارته الاقتصادية.
كما تشير الصحيفة إلى أن مدينة ميلواكي في ويسكونسن ستستضيف مؤتمر الحزب الجمهوري الوطني هذا الصيف، حيث لمّح ترامب إلى إمكانية الإعلان عن مرشحه النائب لانتخابات 2024 هناك.
وتورد الصحيفة تصريحًا لترامب لشبكة "سكريبس نيوز" قال فيه: "إنها ولاية مهمة جدًا بالنسبة لنا، يجب أن نفوز في ويسكونسن، إذا فزنا بويسكونسن، أعتقد أننا سنفوز بالمعركة ككل".
وتختم "ذا هيل" بالإشارة إلى أن 10 أصوات انتخابية من ويسكونسن ستكون محط أنظار الجميع، حيث قد تحسم هذه الولاية المتأرجحة مسار انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024 بأكملها.