أظهرت العديد من استطلاعات الرأي أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، تمكن خلال الفترة الماضية، من تقليل الفوارق بينه وبين غريمه دونالد ترامب، بل وأصبح يتقدم عليه في بعض الأحيان، إلا أن الفئة الوحيدة التي أصبحت تتجه بسرعة كبيرة إلى ترامب لتأييده، هي جيل الشباب تحت سن الثلاثين.
وفي الشهر الماضي بحسب شبكة "إي بي سي" نيوز الأمريكية، تم التأكيد على أن الثنائي "بايدن - ترامب" سيواجهان بعضهما البعض، حيث فاز كل منهما بعدد كافٍ من المندوبين لتأمين الترشيح الرئاسي، ومن المنتظر أن تنطلق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، الثلاثاء 5 نوفمبر المقبل، حيث تأتي الانتخابات الرئاسية في أمريكا بعد المؤتمرات الحزبية والانتخابات الأولية التي تجريها الأحزاب الرئيسية لتحديد مرشحيها، على أن يتم إعلان الفائز يناير 2025.
تقليص الفارق
خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، كان بايدن يتقدم على ترامب بنسبة 23 نقطة مئوية بين الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، وفي استطلاع جديد للرأي، نشرته صحيفة بوليتيكو الأمريكية، قلص الرئيس السابق تلك الفوارق بينه وبين بايدن، حيث بلغ 8 نقاط فقط، حيث يتقدم بايدن على ترامب بنسبة 45 بالمئة مقابل 37 بالمئة، مع وجود 16 بالمئة مترددين.
ويتمتع بايدن بتقدم واسع بين الناخبين المحتملين من غير البيض والنساء، بزيادة قدرها 43 نقطة و 33 نقطة على ترامب، على التوالي، كما أن حظوظ بايدن بين الأشخاص أصحاب التعليم العالي، أكبر من ترامب، ويتقدم على المرشح الجمهوري المفترض بـ 47 نقطة بين الناخبين المحتملين من خريجي الجامعات و23 نقطة بين طلاب الجامعات.
الأصغر سنا
لكن الفوارق المئوية لبايدن أقل بكثير أو غير موجودة بين التركيبة السكانية الرئيسية الأخرى، حيث تبين بحسب الصحيفة، أنه يتقدم على ترامب بـ 6 نقاط مئوية فقط بين الناخبين المحتملين من الشباب، وفقًا للاستطلاع، ويتقدم بـ 3 نقاط فقط بين الناخبين البيض، ولكن عندما يتعلق الأمر بالشباب الذين لا يحملون شهادات جامعية، فإن بايدن وترامب في خلاف شديد.
وأظهر الناخبون الأصغر سنًا حماسًا كبيرًا لدعم الرئيس الأمريكي السابق، وفقًا للاستطلاع، الذي أجرته جامعة هارفارد على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، وشمل مئات الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، حيث تبين أن أكثر من ثلاثة أرباع ناخبي ترامب يدعمونه بحماس، بينما قال 44 بالمئة فقط من ناخبي بايدن الشيء نفسه.
حرب غزة
وكشف الاستطلاع أن القضايا الاقتصادية تتصدر اهتمامات الشباب الأمريكيين، خاصة الإسكان، وفي الوقت نفسه، يمكن أن تتسبب سياسة بايدن في التعامل مع العدوان الإسرائيلي على غزة، في تكليفه ثمنًا باهظًا في صناديق الاقتراع، حيث يؤيد أكثر من نصف الشباب، 51%، وقفًا دائمًا لإطلاق النار في غزة، وهو ما لم يدعوا إليه بايدن حتى الآن، وهي وجهة نظر تتجاوز الخطوط الحزبية والديموجرافية.
ويعد هذا الاستطلاع علامة تحذير محتملة أخرى للديمقراطيين الذين تمكن مرشحوهم الرئاسيون منذ فترة طويلة من جذب هذه الكتلة بنجاح، ففي حين يتقدم بايدن بـ26 نقطة بين الناخبين المحتملين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عامًا، فإنه ينخفض إلى 14 نقطة بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا.