مع اتخاذ الاحتلال الإسرائيلي قراره الغاشم ببدء عملياته في مدينة رفح الفلسطينية، رغم التحذيرات العالمية، كان المطبخ المركزي العالمي اتخذ قراره هو الآخر، إذ عكف أفراده على بناء مطبخ كبير في مدينة المواصي، من أجل إطعام عشرات الآلاف من الفارين إلى وسط غزة وشمالها.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل عن عمد في 1 أبريل المنقضي، سبعة من أعضاء فريق المطبخ المركزي، في هجوم مستهدف، إذ تعرضت قافلتهم لقصف طائرات بدون طيار ثلاث مرات منفصلة على مسافة ميل واحد، أثناء نقلهم أطنانًا من المواد الغذائية عن طريق البحر إلى المخازن الخاصة بهم.
تدهور الأوضاع
ومع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في منع وصول المساعدات الإنسانية إلى حدود غزة، بات الوضع في تدهور كبير بالنسبة للعائلات المحاصرة في منطقة الحرب، وبحسب المنظمة كان قرارهم في بداية مايو هو إنشاء مطبخ جديد ثالث جديد في منطقة المواصي.
كان الهدف هو إنشاء مطبخ يكون لديه القدرة على طهي عشرات الآلاف من الوجبات يوميًا، لتلبية احتياجات الفلسطينيين الفارين شمالاً من مدينة رفح الفلسطينية، حيث أطلقوا عليه اسم "مطبخ دميان" وهو واحد من عمال المطبخ السبعة الذين قتلتهم إسرائيل في غارة أبريل الماضية.
المطبخ الثالث
خلال أيام وبلا كلل، كما تقول المنظمة، عمل فريق WCK على تركيب أنظمة المياه والكهرباء الضرورية للطهي بأمان على نطاق واسع، كما تم تركيب المواقد المبتكرة، وبعد 10 أيام فقط كان المطبخ جاهزًا للعمل لتقديم الوجبات لمئات الآلاف من الفلسطينيين.
عقب الانتهاء من تجهيز "مطبخ دميان"، أكد خوسيه أندريس، مؤسس المنظمة، أنه قبل إنشاء المكان، كان الفريق يقوم بإحضار الوجبات التي يتم تجهيزها في مطبخ دير البلح، ويتم توزيعها على المجتمع المحلي، كما كان بعضهم يجهز الطعام في مخيمات مؤقتة بجميع أنحاء خان يونس.
مواجهة المجاعة
ومع المطبخ الجديد، استطاعت المنظمة تقديم وجبات الطعام لآلاف النازحين الفلسطينيين الذين لجأوا إليهم، وشرح السيد سعيد، عضو فريق المطبخ العالمي فلسطيني الجنسية، أنهم يقومون بأهم شيء في العالم الآن، إذ تسبب الحصار في انتشار ما يشبه المجاعة، وبات المطبخ الجديد طوق نجاة لمئات الرجال والنساء الذين يأخذون الطعام لأطفالهم وآبائهم.
قام الفريق بإنشاء 7 نقاط توزيع في مختلف أحياء المنطقة لتقديم الطعام للأسر غير القادرة التي تكافح من أجل العيش، خاصة المسنين والأطفال اليتامى، ولفتت المنظمة أنها ستعمل الفترة المقبلة من أجل توسيع نطاق جهودها مع استمرار العائلات في الفرار من رفح التي تبحث بيأس عن الأمان.