كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن وجهه الغاضب لإسرائيل، بعد استهدافها عمالًا تابعين لمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" في قطاع غزة، إذ دعا لوقف فوري لإطلاق النار، وألمح إلى إمكانية حجب مبيعات الأسلحة لقوات الاحتلال.
وحذر "بايدن"، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الدعم الأمريكي يعتمد على تحرك فوري من إسرائيل، للحد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين بغزة، إثر القصف الإسرائيلي المتواصل، في أقوى تلميح له منذ بدء العدوان إلى حجب مبيعات الأسلحة للاحتلال.
مكالمة مشحونة بالغضب
وفي أول اتصال بينهما منذ مقتل موظفي منظمة المطبخ المركزي العالمية يوم الاثنين الماضي، دعا "بايدن" أيضًا إلى وقف فوري لإطلاق النار، واصفًا الهجوم بغير المقبول، وفقًا لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إن بايدن أشار إلى ضرورة إعلان إسرائيل وتنفيذها سلسلة من الخطوات المحددة والملموسة والقابلة للقياس لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة عمال الإغاثة، مضيفًا أن "سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بغزة سيتم تحديدها من خلال تقييمنا للإجراء الفوري الذي ستتخذه إسرائيل بشأن هذه الخطوات".
المزيد من الضغط
ويواجه بايدن ضغوطًا متزايدة في عام انتخابي بسبب دعمه لحرب إسرائيل في غزة، إذ يضغط عليه الحلفاء للنظر في جعل مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية التي ترسلها الولايات المتحدة إلى حليفتها الرئيسية كل عام تعتمد على استماع نتنياهو إلى دعوات ضبط النفس.
وكان أحد المقربين الرئيسيين من بايدن حثه -في وقت سابق- على استخدام النفوذ الذي توفره المساعدات العسكرية الضخمة التي تقدمها واشنطن لإسرائيل، وهو الأمر الذي قاومه الرئيس الأمريكي خلال الأشهر الستة الماضية.
وقال كريس كونز، السيناتور الديمقراطي من ولاية ديلاوير، لشبكة "CNN": "إذا بدأت إسرائيل هجومها واسع النطاق الذي هددت به منذ فترة طويلة في مدينة رفح الجنوبية، دون خطط لإيواء نحو 1.5 مليون شخص هناك، فسأصوت لفرض شروط على المساعدات المقدمة لها".
ووفقًا لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، يواجه بايدن أيضًا ضغوطًا من جيل بايدن، السيدة الأولى للولايات المتحدة، إذ دعت زوجها إلى اتخاذ ما يلزم من تدابير لوقف زيادة أعداد الضحايا المتزايد من المدنيين في غزة، وذلك وفقًا لتعليقات أدلى بها بايدن خلال اجتماع مع أعضاء الجالية الإسلامية في البيت الأبيض، نقلًا عن صحيفة "نيويورك تايمز".
ودعم بايدن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ ستة أشهر، لكنه أعرب بشكل متزايد عن إحباطه من نتنياهو بسبب ارتفاع عدد الضحايا والوضع الإنساني المأساوي في غزة.
استمرار الدعم
وفي أقوى تصريح له منذ بدء الحرب، قال بايدن يوم الثلاثاء إنه غاضب ومستاء بسبب قتل إسرائيل لعمال الإغاثة السبعة، ومن بينهم مواطن أمريكي كندي، بينما ذكرت إسرائيل إن الوفيات كانت غير مقصودة.
ولم تقابل كلمات بايدن أي خطوات ملموسة للحد من مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي إشارة إلى أن الأمور تسير كالمعتاد، وافقت إدارة بايدن على نقل آلاف القنابل الإضافية إلى إسرائيل في نفس يوم الضربات الإسرائيلية التي قتلت عمال الإغاثة السبعة، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الخميس.
ويخشى العديد من الديمقراطيين أن يؤدي الجدل إلى الإضرار بفرص بايدن في إعادة انتخابه في نوفمبر المقبل ضد سلفه الجمهوري دونالد ترامب، إذ يعبر الناخبون المسلمون والشباب عن غضبهم بشأن غزة.
وكتب بن رودس، النائب السابق لمستشار الأمن القومي في إدارة أوباما، على "إكس": "لا تزال الحكومة الأمريكية تقدم قنابل وذخائر تزن ألفي رطل لدعم سياسة إسرائيل. ومن الواضح أن نتنياهو لا يهتم بما تقوله الولايات المتحدة، بل يتعلق بما تفعله. فإن هذا الغضب لا يفعل شيئًا إلى أن تكون هناك عواقب جوهرية.
ويتحول الناخبون الأمريكيون عن بايدن بشكل متزايد بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة. وترفض أغلبية تبلغ 55% الآن عدوان إسرائيل، مقارنة بـ 36% يؤيدونها، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة جالوب -شركة تحليلات واستشارات أمريكية تتخذُ من واشنطن العاصمة مقرًا لها- ونشر في 27 مارس.