الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قُتل الأمل.. الحزن يسيطر على ذوي ضحايا عمال المطبخ المركزي في غزة

  • مشاركة :
post-title
عمال الإغاثة الـ 7

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

سيطر الحزن على عائلات وأصدقاء ضحايا الهجوم الغادر الذي ارتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحق 7 من موظفي الإغاثة التابعين لمؤسسة المطبخ العالمي، التي تعمل في نقل المواد الغذائية عن طريق قبرص إلى سواحل غزة بهدف مواجهة المجاعة، وذلك بالتوازي مع الغضب العالمي ضد الاحتلال الذي يتعمد خنق الشعب الفلسطيني باستغلال ورقة المجاعة سياسيًا.

كانت القافلة، بحسب المؤسسة العالمية، وصلت داخل السيارات المصفحة إلى مستودع دير البلح بقطاع غزة، وجميع المركبات الثلاثة التي يستقلها الضحايا تحمل شعار المطبخ العالمي، وفرّغ الفريق الغذائي أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية التي تم جلبها إلى غزة عبر الطريق البحري، وأثناء مغادرتهم للمستودع، وعلى الرغم من التنسيقات التي تتم مع الاحتلال الإسرائيلي، تعرضت القافلة للقصف بعدة ضربات صاروخية متتالية.

جاكوب فليكنجر العامل الخيري الأمريكي وزوجته وطفله
جاكوب فليكنجر

كان جاكوب فليكنجر، 33 عامًا، واحدًا من العمال السبعة الذين يعملون على توزيع المساعدات على الفلسطينيين، وأدت وفاته إلى حالة من الحزن الشديد، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وذلك بعدما نشرت عائلته صورًا له مع زوجته وطفله الرضيع، ودشنت حملة لجمع الأموال لترتيبات الجنازة وصندوق لمساعدة طفله الصغير البالغ من العمر سنة واحدة فقط.

وأكدت العائلة أن العامل الخيري الأمريكي كان متطوعًا في غزة منذ أوائل مارس للمساعدة في توزيع الطعام على الفلسطينيين، وكرس وقته لـ World Central Kitchen، وكان يشارك أيضًا في مهام أخرى بالمكسيك.

عامل الإغاثة البولندي داميان سوبول
البطل البولندي

كان داميان سوبول، من بين السبعة الذين قتلوا، إذ رثاه أحد أصدقائه المقربين بحسب "رويترز"، مؤكدًا أنه كان بطلًا مهمومًا بتقديم يد العون والمساعدة للآخرين.

وقال إنهما صديقين تعارفا في الطفولة ولم تفرق بينهما السنوات نهائيًا، ونشآ معًا في نفس المدينة بجنوب شرق بولندا، وكانا متشابهين في كل شيء، حتى إنهما كانا يلعبان كرة القدم في نفس الفريق.

وحول التزام البطل البولندي بأعمال الإغاثة، أكد صديقه أنه دائمًا كان يقول "لو لم أشارك في أعمال الإغاثة.. فمن يشارك إذًا؟"، مشيرًا إلى أن داميان كان يرى أنه على أحد الذهاب إلى تلك الأماكن لمساعدة الناس، وأيضًا يرى في نفسه الأهلية للقيام بذلك بدون تردد نهائي، حتى إنه تطوع للعمل في أوكرانيا وبعد ذلك في تركيا عقب الزلزال المميت.

ووصف وفاته بأنها كانت صدمة وجرح كبير، إذ كان يذهب لأماكن المساعدة حتى يمنح الناس الأمل.

زومي فرانككوم، إحدى عمال الإغاثة القتلى، أسترالية الجنسية
زومي فرانككوم

عقب مقتل زومي فرانككوم، التي تحمل الجنسية الأسترالية، تحولت نبرة المسؤولين في الحكومة إلى الغضب العارم تجاه ما فعلته إسرائيل بحق قافلة عمال الإغاثة، والتي كانت من بينهم السيدة الأسترالية، التي قالت عائلتها بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" أستراليا، أنها كانت إنسانة لطيفة وغير أنانية ومتميزة، مشيرين إلى أنها ستترك وراءها إرثًا من الرحمة والشجاعة والحب لجميع من هم في نفس تفكيرها.

وأكدت العائلة أنهم ما زالوا يعانون من الصدمة إثر مقتلها بطريقة وحشية، إذ كانت تذهب زومي وزملاؤها وغيرهم من عمال الإغاثة إلى منطقة الصراع لمحاولة تخفيف المعاناة والكارثة الإنسانية التي تحدث في غزة، وكان ينبغي حمايتهم.

كما عبر أصدقاؤها عن حزنهم الشديد من الواقعة المؤسفة، مؤكدين أن وفاة زومي تعتبر خسارة للعالم كله، فهي كانت دائمًا محترفة متفانية في مواجهة الأزمات، وخاصة الاستجابة لحرائق الغابات المنتشرة في أستراليا.

وأوضحوا أنه كان لها الفضل في جمع 50 ألف وجبة على مدار أسابيع للمتضررين من حرائق الصيف الأسود، مشيرين إلى أن أي شخص كان يراها كان يفرش لها السجادة الحمراء للترحيب بها في أي مكان.

استهداف متعمد

كان وصف إيرين جور، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة الخيرية العالمية، الحادث بأنه هجوم متعمد على المنظمات الإنسانية التي تظهر في أسوأ المواقف، وأن الغذاء يُستخدم كسلاح حرب، لافتة إلى أنه أمر لا يغتفر، وجميع القتلى، كانوا عائدين من مهمة استغرقت يومًا كاملًا، وكان لديهم الحب لإطعام الناس، وتصميم عالٍ لإظهار أن الإنسانية تسمو فوق كل شيء، معلنين إيقاف عملياتهم مؤقتًا على الفور في المنطقة، وذلك بعد تمكنهم من تقديم أكثر من 37 مليون وجبة إلى غزة منذ بدء الحرب.

ومنعت إسرائيل المساعدات الغذائية من الدخول بصفة منتظمة إلى مدينة رفح الفلسطينية التي نزح إليها قرابة 80% من السكان الفارين من فظائع الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بالمناطق التي يقوم بالسيطرة عليها، خاصة شمال غزة، وهو ما دفع مصر مع الأشقاء والأصدقاء للبحث عن طرق أخرى لتوصيل المساعدات، كان منها إسقاط الوجبات الغذائية من الجو، وصولًا إلى فكرة توصيل المساعدات عبر البحر.