رغم فقدان 7 من أعضائه في غارة إسرائيلية أوائل الشهر الحالي، عاود المطبخ المركزي العالمي استئناف عملياته في قطاع غزة، وذلك بسبب الوضع الكارثي الذي يعيشه سكان القطاع من أزمة غذائية حادة، تصل في بعض الأماكن إلى حد المجاعة، على الرغم من التهديدات التي يتلقاها أعضاؤه.
وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف موكب مخصص لعمال أجانب تابعين لمؤسسة المطبخ المركزي العالمي، التي تقوم بنقل أطنان المواد الغذائية عن طريق البحر إلى شواطئ غزة، ما أدى إلى مقتلهم جميعًا وعددهم 7، وبحسب المنظمة كانوا جميعًا يحملون جنسيات أجنبية من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وفلسطين.
استئناف العمليات
وبسبب الوضع الإنساني المأساوي في غزة، أعلن إيرين جور، الرئيس التنفيذي للمنظمة، على موقعها الإلكتروني، استئناف العمليات الإغاثية، رغم الأحزان -كما يقول- بنفس الطاقة والكرامة والتركيز على إطعام أكبر عدد ممكن من الناس، مشيرًا إلى أنهم خلال الفترة الماضية قاموا بتوزيع أكثر من 43 مليون وجبة خلال الفترة الماضية.
واعتذرت قوات الاحتلال الإسرائيلية عن الهجوم الذي وصفته بأنه "خطأ فادح"، ورغم تأكيدها بأنها غيرت قواعد عملها، إلا المنظمة العالمية لم تتسلم أي ضمانات ملموسة لمنع تكرار ذلك في المستقبل، مطالبين بإجراء تحقيق دولي محايد للبحث عن إجابات حول ما حدث، وتوفير حماية للعاملين في المنظمات غير الحكومية.
200 شاحنة وملايين الوجبات
واعتبرت المنظمة العالمية، أن مهمتهم في غزة، هي الأكثر إنقاذًا للحياة في تاريخها التنظيمي الممتد لـ 14 عامًا، وبحسب الموقع الرسمي، فإنهم حريصون على مواصلة على تقديم ملايين أخرى من الوجبات إلى غزة، بما في ذلك شمال غزة، عن طريق البر أو الجو أو البحر.
وتمتلك المنظمة الآن 276 شاحنة، تحمل ما يعادل 8 ملايين وجبة تقريبًا، جاهزة للدخول عبر معبر رفح، بجانب عزمهم على إرسال شاحنات من الأردن، وبالإضافة إلى 68 مطبخًا مجتمعيًا قائمًا الآن، تعمل المنظمة على بناء مطبخ ثالث عالي الإنتاج في منطقة المواصي بمدينة رفح الفلسطينية تحت مسمى " مطبخ داميان".
قرار صعب
واتخذت المنظمة، كما تقول، قرارًا صعبًا، حيث لم يكن أمامهم إلا التوقف عن التغذية تمامًا خلال واحدة من أسوأ أزمات الجوع على الإطلاق، أو إنهاء العمليات التي شكلت 62% من إجمالي مساعدات المنظمات غير الحكومية الدولية، أو الاستمرار في التغذية، حتى تم اتخاذ القرار النهائي.
وقررت المنظمة الاستمرار في التغذية، ومواصلة مهمتها المتمثلة في الحضور لتوفير الطعام للناس خلال أصعب الأوقات، ووفقًا لرئيس المنظمة، فقد تم بناء فريق قوي من الفلسطينيين لحمل الشعلة إلى الأمام، بدلًا من الأجانب لمنع تكرار الأزمة، وتم ذلك بعد استشارة الفريق المحلي في غزة، والذين أبدوا استعدادهم لإطعام ملايين آخرين، والقيام بذلك بطريقة تكرم روح وحياة المتوفين السبعة.
تهديدات بالقتل
ويتعرض عمال الإغاثة وعمال المطبخ والمدنيون للترهيب والتهديد بالقتل، ورغم ذلك أكدت المنظمة استمرارها في العمل بكامل طاقتها، لمواجهة أزمة الجوع في القطاع، حيث تقوم ببناء رصيف للمراكب الصغيرة في قبرص، يتم استخدامه لتفريغ المساعدات قبل تحميلها على الشاحنات التي ستقوم بتوصيل الغذاء إلى القطاع.
ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، يعاني ثلث الأطفال دون سن الثانية في غزة حاليًا من سوء التغذية الحاد، بينما أكدت وكالات المعونة الدولية أن أكثر من مليون شخص –أي ما يقرب من نصف سكان غزة– يعيشون الآن في خضم المجاعة التي يمكن أن تتفشى وسط الحصار الإسرائيلي.