الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رحيلهم يعني استهدافها.. أطباء أمريكيون "دروع سياسية" لحماية مستشفيات غزة

  • مشاركة :
post-title
الطواقم الطبية في المستشفى الأوروبي في خان يونس

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

مع اشتداد الحصار الإسرائيلي، لم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة، حتى المستشفيات المتبقية، باتت أهدافًا رئيسية للاحتلال، وأصبح الأطباء الذين توافدوا على القطاع من جنسيات مختلفة "دروع سياسية" تمنع الجيش من استهدافها، خوفًا من انتقاده، ومع غلق معبر رفح الفلسطيني، تعرضت تلك البعثات الأجنبية لحصار قاتل وأجبِروا على الإجلاء، لكن 3 منهم فقط رفضوا الخروج لهذا السبب.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، وثّقت منظمة الصحة العالمية ما لا يقل عن 410 هجمات على مرافق الرعاية الصحية في قطاع غزة، وبحسب موقع peoplesdispatch العالمي، أدى ذلك إلى إلحاق أضرار بـ30 مستشفى و104 سيارات إسعاف، مشيرين إلى أن جميع الخدمات الصحية في غزة معلقة الآن بخيط رفيع للغاية، حيث إن 15 من أصل 19 مستشفى في مدينة غزة و18 من أصل 20 مركزًا للرعاية الصحية الأولية باتت لا تعمل في الوقت الراهن.

حصار خانق

ويعتبر المستشفى الأوروبي في منطقة خان يونس، واحدًا من تلك الأماكن التي لا تزال تكافح للبقاء على قيد الحياة، خاصة مع استيلاء الاحتلال على معبر رفح الفلسطيني الذي كان بوابة الإمدادات الطبية والإغاثية وعبور البعثات الطبية الأجنبية، إذ منعت إسرائيل دخول الوقود والغذاء والمياه، وعملت، بحسب موقع The Intercept الأمريكي، على قصف محيط المستشفى بكل الوسائل.

أدى الحصار الخانق إلى نقص شديد في الإمدادات الطبية وعدد الموظفين في المستشفى الأوروبي، وباتت الإصابات الطفيفة قاتلة، وأصيب طاقم الأطباء بحالات جفاف وقئ وإسهال، وبسبب ذلك عملت السفارات على إجلاء مواطنيها العاملين بالمكان الذين وصل عددهم إلى 20 شخصًا، إلا أن 3 أطباء أمريكيين رفضوا مغادرة المكان دون وجود بدلاء.

الطبيب الأمريكي آدم حموي

نذير شؤم:

ومن بين الأمريكيين الثلاثة الذين رفضوا المغادرة، آدم حموي، وهو طبيب من نيوجيرسي ومحارب قديم في الجيش الأمريكي، أصر على البقاء في الخلف لحماية مرضاه وخدمتهم، وأكد للموقع الأمريكي أن مغادرتهم تعتبر نذير شؤم على الأطفال المصابين والموظفين الباقين، لافتًا إلى أن إجلاء الجميع يعني استهداف المكان لا محالة.

وأرجع الطبيب سبب اتخاذهم لهذا القرار، هو أنه يتوافق مع قيمهم الأمريكية، حيث "جاءوا كفريق واحد ولن يرحلوا إلا كفريق واحد"، حسب تصريحاته.

وأشار إلى أنهم وُضِعوا في موقف مستحيل، يضعهم أمام خيارات محدودة، إما بالتخلي عن مرضاهم وترك المستشفى فريسة، أو البقاء لحماية الجرحى الذين زاد وضعهم تدهورًا بسبب تعثر خروجهم لتلقي العلاج في الخارج بسبب غلق المعبر.

لا إمدادات لا أطباء

وكان من المفترض أن تستمر مهمة الفريق لمدة أسبوعين قبل أن تتناوب مجموعة جديدة من عمال الإغاثة والأطباء والإمدادات، كما هو متبع، لكن كما يقول حموي، لم يدخل أي شئ أو يخرج من المكان "لا إمدادات.. لا أشخاص"، مشددًا على أن ترك المرضى هو تخلٍ كبير بدون وجود بدلاء، وهو ما يراه تعارضًا مع ثوابت الأمة الأمريكية.

ومنذ أكثر من 7 أشهر، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف مدن قطاع غزة شمالًا وجنوبًا، ووفقًا للحصيلة الأخيرة فقد استشهد حتى الآن ما يقرب من 36 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وأصيب أكثر من 78 ألفًا بجروح وإصابات مختلفة، وفي الأيام الأخيرة دخلت الحرب في مرحلة حرجة مع اقتحام الاحتلال أجزاء من مدينة رفح الفلسطينية.