الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قصف المستشفيات "إبادة جماعية".. آلاف الجرحى داخل غزة بلا مأوى

  • مشاركة :
post-title
أحد الجرحى لا يجد مكانا يذهب إليه

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

يواجه عشرات الآلاف من الجرحى الفلسطينيين خطر الموت تحت تأثير الآلام، وذلك على خلفية قيام الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة خطته المتمثلة في تدمير مرافق الرعاية الصحية بقطاع غزة، وكان آخر تلك التحركات اقتحام الاحتلال مستشفيي الأمل وناصر في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، مع قصف عنيف، وبالتزامن مع ذلك، قام الاحتلال بقصف الطابق العلوي من المبنى الرئيسي لمجمع الشفاء الطبي غرب غزة.

وتعرضت مدينة غزة لأسوأ هجوم عسكري على الإطلاق من قبل الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، بسبب الممارسات الإسرائيلية القمعية على مدى الأشهر التي سبقت الحرب، سواء في الضفة الغربية أو القطاع من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي، واستشهد أكثر من 32 ألف أغلبهم من النساء والأطفال، بينما أصيب 73 ألفًا آخرون، أصبحوا مشتتين في أرجاء القطاع.

خيط رفيع

ومنذ 7 أكتوبر 2023، وثقت منظمة الصحة العالمية ما لا يقل عن 410 هجمات على مرافق الرعاية الصحية في قطاع غزة، وبحسب موقع peoplesdispatch العالمي، أدى ذلك إلى إلحاق أضرار بـ 30 مستشفى و104 سيارات إسعاف، مشيرين إلى أن جميع الخدمات الصحية في غزة معلقة الآن بخيط رفيع للغاية، حيث إن 15 من أصل 19 مستشفى في مدينة غزة و18 من أصل 20 مركزًا للرعاية الصحية الأولية لا تعمل.

كان مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ضحية أكبر هجوم نفذه الاحتلال على المنشآت الطبية خلال الأيام الماضية، وقتل في هذه العملية ما يقرب من 100 شخص، واختطفت قوات الاحتلال 600 آخرين على مدى ثلاثة أيام، كما احتجز الجنود الإسرائيليون الطاقم الطبي بأكمله في المجمع.

تدمير وقصف مستمر للمستشفيات
تبريرات واهية

وحاولت الحكومة الإسرائيلية تبرير الغارة، وأمر الإخلاء اللاحق لمستشفى الشفاء بالادعاء بوجود مقاتلي المقاومة داخل أراضي المستشفى، إلا أن السلطات الفلسطينية نفت مثل هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن تصاعد أعمال العنف التي سبقت الغارة الأخيرة على مستشفى الشفاء لا يدع مجالاً للشك في أن نية قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تتمثل في زيادة إضعاف نظام الرعاية الصحية الفلسطيني، وحرمان سكان غزة من الوصول إلى الخدمات الطبية.

وبات مصير عشرات الآلاف من ضحايا الحروق والكسور والإصابات الأخرى غير معروف مع وجود خيارات محدودة للغاية للعلاج، وتكهن المسؤولين وفق الموقع، إلى أن ما يفعله الاحتلال من خلال الهجوم الأخير وأوامر الإخلاء القسري يشير إلى خطة محتملة لتدمير مستشفى الشفاء بالكامل، حيث قاموا بهدم مركز الرعاية المتخصصة، وهو مبنى جديد تم إنشاؤه لمساعدة الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية.

مستشفيات كاملة أصبحت خارج العمل
قيود مستمرة

وبسبب القيود المستمرة التي تفرضها إسرائيل على قوافل المساعدات، أصبحت المستشفيات والمراكز الصحية في غزة تعمل دون أي إمدادات تقريبًا، وبحسب الموقع فإن الظروف أصبحت سيئة بشكل خاص في شمال غزة، حيث لا تستطيع الشاحنات القليلة جلب جميع الإمدادات من الأدوية والوقود والغذاء والمياه في وقت واحد، مما يترك أثرًا مدمرًا على المرضى والعاملين الصحيين على حد سواء.

ونقل الموقع روايات عدد من الأطباء العائدين من القطاع الذين أكدوا أنه لا يوجد فرصة حقيقية للمصابين في النجاة، حيث سيموتون في النهاية على أرض المستشفيات حيث لا مكان يذهبون إليه، مشيرين إلى أن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.