كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" النقاب عن تحقيقات المفوضية الأوروبية الشاملة بشأن الممارسات المحتملة لشركة "ميتا" في استغلال ضعف وخبرة الأطفال لخلق إدمان سلوكي على منصتيها "فيسبوك وإنستجرام"، إذ إنه وفقًا للصحيفة الأمريكية، تأتي هذه الخطوة في إطار جهود متزايدة من قبل الحكومات حول العالم لكبح جماح خدمات مثل إنستجرام وتيك توك من أجل حماية القصر.
إدمان سلوكي
وفقًا لتصريحات المفوضية الأوروبية المشار إليها في "نيويورك تايمز"، أشارت المنظمة، التي تعد الجناح التنفيذي للاتحاد المؤلف من 27 دولة عضو، إلى احتمال أن تستغل منتجات "ميتا" "نقاط الضعف وعدم الخبرة لدى القصر" لخلق حالات إدمان سلوكية قد تهدد صحتهم العقلية والنفسية".
وأضافت الصحيفة أنه في حال ثبوت هذه المخاوف، قد تواجه الشركة العملاقة غرامات باهظة تصل إلى 6% من إيراداتها العالمية البالغة 135 مليار دولار في 2022، فضلًا عن إجبارها على إجراء تغييرات جذرية على منتجاتها.
تواصل أمريكي أوروبي
كما نقلت "نيويورك تايمز"، أشارت السلطات التنظيمية الأوروبية إلى أنها كانت على تواصل وثيق مع نظيرتها في الولايات المتحدة الأمريكية في ما يتعلق بهذه التحقيقات، التي ستركز على عدة جوانب رئيسية بحسب ما ورد في الصحيفة، من بينها، مدى فعالية أدوات التحقق من العمر التي تستخدمها "ميتا" لمنع القصر من الوصول إلى محتوى غير ملائم، بالإضافة إلى مستوى الخصوصية الممنوح للأطفال في عمل أنظمة التوصيات والخوارزميات المستخدمة لعرض المحتوى.
الالتزام بقانون الخدمات الرقمية
تأتي هذه التحقيقات، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية، في إطار قانون الخدمات الرقمية الجديد الذي تم اعتماده في الاتحاد الأوروبي في عام 2022، والذي يفرض على الشركات التكنولوجية الكبرى مسؤوليات أكبر في مراقبة منصاتها للكشف عن المحتوى غير القانوني، ووضع سياسات صارمة لحماية الأطفال من المخاطر المحتملة.
وصرح تييري بريتون، المفوض الأوروبي للسوق الداخلية والمشرف على التحقيقات حسب ما نقلت الصحيفة، بأنهم سيبذلون قصارى جهدهم لحماية الأطفال وكشف "التأثيرات الإدمانية المحتملة للمنصات والآثار الناجمة عن ظاهرة (الأنفاق الأرنبية) في عرض المحتوى".
رد "ميتا"
من جهتها، دافعت شركة "ميتا" عن سياساتها الحالية لحماية الأطفال والمراهقين على منصاتها في بيان رسمي لـ"نيويورك تايمز"، إذ أشارت الشركة الأمريكية إلى وجود أكثر من 50 أداة وسياسة طورتها على مدار العقد الماضي لضمان تجربة آمنة وملائمة للشباب عبر فيسبوك وإنستجرام.
كما لفتت إلى إمكانية السماح للآباء والأطفال بتحديد حدود زمنية لاستخدام المنصات، إضافة إلى ضبط المراهقين تلقائيًا على إعدادات محتوى وتوصيات أكثر تقييدًا، فضلًا عن حظر المعلنين من عرض إعلانات مستهدفة للقصر بناءً على نشاطهم الرقمي.