سقط خمسة جنود من الكتيبة 202 من لواء المظليين بجيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، في منطقة جباليا شمال قطاع غزة.
وبحسب التحقيقات الأولية، رصدت دبابتان من الكتيبة 82 التابعة للفريق القتالي التابع للواء المظليين، ما ظنوه صاروخًا مضادًا للدبابات للمقاومة يخرج من نافذة أحد المنازل. وعندما أطلقت الدبابات قذيفتين على المبنى، تبين فيما بعد أنه مبنى للواء 202 مظلي.
وليست هذه الحادثة الأولى التي يُقتل فيها جنود الاحتلال من "نيران صديقة" منذ اندلع العدوان على قطاع غزة في أكتوبر الماضي. حيث أثارت تحركات مقاتلي المقاومة الفلسطينية الذعر في أنفس جنود وضباط جيش الاحتلال.
وفي منتصف ديسمبر الماضي، لقي 20 جنديًا من أصل 105 أثناء التوغل البري؛ وأوضح متحدث عسكري إسرائيلي حينها أن "105 جنود سقطوا خلال العمليات البرية في غزة، 20 منهم في حوادث عدة".
وحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي، سقط 29 من جنوده برصاص زملائهم خلال الأشهر الثلاثة الأولى للعدوان الغاشم على قطاع غزة.
ومن بين هؤلاء الجنود، هناك 13 جنديًا قتلوا بنيران صديقة، بينما قضى الآخرون في حوادث تخللها استخدام أسلحة أو آلات أو دهس أو "خلل في إطلاق النار"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".
عشرات القتلى
على مدار الأشهر السبع الماضية، تنوعت الحوادث التي فقد فيها الاحتلال جنوده بسبب الخوف من "أشباح المقاومة" في قطاع غزة. ففي أواخر ديسمبر الماضي، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن دبابة رصدت تحركات مشبوهة في أحد المباني في غزة، وقررت قصف الطابق الثاني منه بقذيفة.
وأضافت: "تبين لاحقًا أن داخل المبنى كتيبة من الجيش الإسرائيلي"، مما أدى إلى مقتل عنصرين من عناصرها.
وفي مطلع يناير، قالت إذاعة جيش الاحتلال، إن الجيش يحقق في مقتل ستة جنود عن طريق الخطأ بقذيفة دبابة في منطقة مخيم البريج بقطاع غزة.
ونشرت هيئة البث الإسرائيلية مقطع فيديو لأحد مراسليها الذي كان متواجدًا في المكان، وقال إن "شاحنة تحوي مواد متفجرة تابعة للجيش الإسرائيلي ستأتي بعد قليل لتفجير الموقع تحت الأرض"، ليتم الإعلان فيما بعد عن مقتل 6 جنود إسرائيليين في المكان.
وفي الشهر نفسه، باشر جيش الاحتلال التحقيق في حادثة أسماها "كارثة"، قُتل فيها 21 جنديًا وضابطًا خلال بضع دقائق، خلال عمليات هدم وجرف لإقامة حزام أمني على طول الحدود داخل قطاع غزة.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانييل هاجاري، أن "21 جنديًا من قوات الاحتياط قتلوا في حادث خطير للغاية. لكننا نعرف أن المعارك التي نخوضها في خان يونس ومنطقتها قاسية جدًا".
وقتها، عدّ خبراء عسكريون هذه الحادثة أكبر كارثة في العدوان على قطاع غزة، بعد أن أضيف إليها مقتل ثلاثة ضباط آخرين في خان يونس.
وفي مارس الماضي، لفت جيش الاحتلال، عبر موقعه الإلكتروني، إلى أن "إجمالي ضحايا حوادث العمليات في قطاع غزة" في صفوفه -من قتلهم الجيش عن طريق الخطأ- بلغ 39 بينهم 20 جنديًا تم إطلاق النار عليهم بشكل مباشر.
توصية فارغة
بحسب بيانات نشرتها صحيفة "هآرتس" في نوفمبر الماضي، فقد تم علاج 9038 جنديًا ومدنيًا منذ بداية الحرب، ومن بين المصابين 7036 في حالة خفيفة، و751 في حالة متوسطة، و422 في حالة صعبة إلى حرجة وهناك 554 حالة يعانون من القلق والاكتئاب، و146 حالة غير معروفة.
وقالت الصحيفة العبرية: "أكد الجيش الإسرائيلي أنه منذ بداية العمليات البرية في قطاع غزة، حدثت عدة حالات قُتل فيها جنود بنيران قواتنا".
وأضافت: "يدعي الجيش أن معظم هذه الحالات حدثت خلال قتال مشترك بين القوات المدرعة والمشاة، ويشير إلى أنه يتم التحقيق في الحوادث ويتم استخلاص الدروس حول هذا الموضوع كل يوم".
وأوضحت الصحيفة أنه "كجزء من هذه الدروس، تقرر أن كل قوة تدخل مبنى يجب أن تشير إلى موقعها داخله، وأن على الدبابات أن تأخذ المزيد من الحذر عند إطلاق النار على المباني". لكن، يبدو أن التوصية لم يتم العمل بها.