كشفت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية عن خلافات حادة داخل قيادة إسرائيل حول الخطط المستقبلية للتعامل مع الأزمة الراهنة.
وهذه الخلافات، التي طال أمدها، أصبحت علنية بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، بحسب الصحيفة البريطانية، ما أثار تكهنات حول مستقبل التحالف الحكومي الهشّ.
أزمة داخل الحكومة الإسرائيلية
وفجّر "جالانت" أزمة جديدة داخل الحكومة الإسرائيلية الهشّة برئاسة نتنياهو، وفقاً لما ذكرته صحيفة ذا جارديان البريطانية، إذ في مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب، انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي بشكل لاذع عدم وجود خطة سياسية واضحة لما بعد العملية العسكرية في قطاع غزة، وطالب نتنياهو بتقديم "خطة لليوم التالي" تتضمن إيجاد بديل لحركة حماس الحاكمة في القطاع.
وبحسب شبكة "بي بي سي"، تضمنت تقارير صحفية إسرائيلية مؤخرًا تلميحات بأن القادة العسكريين لديهم شكوك كبيرة بشأن عدم وجود خطة قابلة للتطبيق في غزة بعد انتهاء الحرب، وأن تعليقات جالانت أخرجت تلك الشكوك إلى العلن بطريقة متفجرة سياسيًا.
جالانت، الذي أقاله نتنياهو العام الماضي قبل أن يضطر للتراجع تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية الواسعة، أكد رفضه القاطع لأي حل يقضي بفرض سيطرة عسكرية أو مدنية إسرائيلية على غزة، وحذر من أن مثل هذا الخيار سيكون "خطيرًا" على إسرائيل، وسيكلفها "دماءً وضحايا"، إضافة إلى تكاليف اقتصادية باهظة.
جانتس يؤيد جالانت
لم تلق تصريحات جالانت الجريئة الصدى الإيجابي من قبل نتنياهو، لكنها قوبلت بتأييد من وزير آخر كبير هو بيني جانتس، الذي شغل سابقًا منصب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، ووصف الأخير تصريحات جالانت بأنها "الحقيقة"، بحسب ما نقلت الصحيفة البريطانية.
من جهة أخرى، أثارت تصريحات جالانت غضب الجناح اليميني المتطرف داخل الائتلاف الحكومي، إذ دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير إلى إقالة وزير الدفاع من منصبه قائلاً إن "مثل هذا الوزير يجب استبداله لتحقيق أهداف الحرب".
وفي رده على جالانت، جدد نتنياهو رفضه لأي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة شؤون قطاع غزة طالما لا تزال حركة حماس موجودة وتسيطر على الأرض، كما أوردت "ذا جارديان".
وقال إنه أمر بـ"تدمير حماس"، مضيفًا: "لن يديرها أي طرف آخر طالما حماس موجودة، وبالتأكيد ليس السلطة الفلسطينية".
بهذا التصريح، يكون نتنياهو أغلق الباب أمام أي محاولة لإشراك السلطة الفلسطينية في إدارة شؤون القطاع، على الرغم من دعوات جالانت لإيجاد بديل لحماس.
حكومة نتنياهو على حافة الانهيار
تصريحات جالانت الانتقادية ومطالبة اليمين المتطرف بإقالته تضع حكومة نتنياهو المثيرة للجدل على حافة الانهيار، وفقًا لما نقلته الصحيفة البريطانية، فالتحالف الحكومي الحالي يعتمد بشكل كبير على أصوات الأحزاب اليمينية المتطرفة التي لا تتردد في استخدام أي أزمة لتهديد نتنياهو والضغط عليه.
وتجدر الإشارة إلى أن نتنياهو سبق أن اضطر للتراجع عن قرار إقالة جالانت في العام الماضي تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، ومن المرجح أن يواجه ضغوطًا مماثلة إذا قرر الاستجابة لمطالب اليمين المتطرف بإقالته مرة أخرى، في خطوة ستزيد من تصدع حكومته وتعرضها لخطر السقوط.