تواصل إسرائيل تجاهل التحذيرات الدولية، الرافضة للهجوم الموسع على رفح الفلسطينية، المتكدسة بالنازحين، بعدما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تم الاستقرار فعليًا على موعد الهجوم.
واعترى التضارب تصريحات نتنياهو الخاصة بموعد الهجوم على رفح الفلسطينية، ونظيراتها التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي موافقته على خطط الجيش العملياتية في رفح أربع مرات على الأقل خلال الشهرين الماضيين، بالتزامن مع إبلاغ "جالانت" وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أنه لا يوجد حتى الآن موعد لشن هجوم بري على مدينة رفح في قطاع غزة، موضحًا أن إسرائيل تقوم حاليًا بوضع اللمسات الأخيرة على خطط الهجوم وإجلاء السكان المدنيين، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أول أمس الاثنين، أنه تم تحديد موعد الهجوم على رفح الفلسطينية، إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت نفى ذلك، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
جالانت يناقض نتنياهو
وأجرى وزيرا الدفاع الأمريكي والإسرائيلي مكالمة بعد ساعات فقط من إعلان نتنياهو في بيان مصور بالفيديو أنه تم تحديد موعد لعملية رفح.
وبدوره قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إنه يتم الآن وضع اللمسات النهائية على خطط عملية رفح؛ لإجلاء ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني يحتمون حاليًا في المدينة الواقعة أقصى جنوب غزة بعد فرارهم من مناطق القتال في الشمال.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، للصحفيين، أمس الثلاثاء، عندما سئل عما إذا كانت إسرائيل أطلعت واشنطن على خططها: "إذا كان لديه موعد، فهو لم يشاركه معنا".
من جانبه، جزم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن الجانب الإسرائيلي لم يحدد موعدًا لهجوم رفح.
تحرك إسرائيلي للإجلاء
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، هناك أكثر من مليون لاجئ في مدينة رفح الفلسطينية، ويقال إن إسرائيل اشترت نحو 40 ألف خيمة لاستيعاب من يتم إجلاؤهم، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست".
وقالت الصحيفة: "إن الهدف من عملية الشراء هو تمهيد الطريق للانتشار العسكري في المستقبل القريب"، ولا يوجد أي إخطار رسمي من إسرائيل بشأن شراء الخيام، لكن تم نشر مناقصة لشراء 40 ألف خيمة تتسع لـ12 شخصًا على موقع وزارة الدفاع الإسرائيلية، وتخطط إسرائيل لتوفير مساحة لنحو 480 ألف شخص.
خطة غير قابلة للتنفيذ
وقد أثارت الخطط لشن هجوم كبير هناك معارضة دولية شديدة، بما في ذلك الولايات المتحدة، بعد أن شهد مؤتمر عبر الفيديو عُقد الأسبوع الماضي بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لمناقشة عملية برية محتملة للجيش الإسرائيلي في رفح الفلسطينية، توترات واتهامات، إذ أعربت واشنطن عن شكوكها العميقة بشأن الخطط الإسرائيلية للعمل في المدينة.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن اقتراح إسرائيل بإجلاء ما يزيد على مليون من النازحين في المدينة غير قابل للتنفيذ.
عواقب مدمرة للهجوم
وفي وقت سابق دعت كل من فرنسا ومصر والأردن إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب في غزة وحذروا إسرائيل من هجوم مزمع على مدينة رفح بجنوب غزة.
وبعد القصف الإسرائيلي المكثف على شمال ووسط المنطقة الساحلية، تشير التقديرات إلى أن 1.5 مليون من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة يقيمون حاليًا في رفح.
وحذّر المراقبون من العواقب المدمرة لمثل هذا الهجوم على السكان المدنيين، فيما تحذر الولايات المتحدة أيضًا من شن عملية عسكرية في رفح، وتصر على أن تقدم إسرائيل مقترحات لحماية المدنيين بالمدينة.