اشتعلت عشرات الحرائق في ظروف جافة في جميع أنحاء كندا، ما أدى إلى إصدار أوامر إخلاء في المناطق المتضررة وتنبيهات بشأن جودة الهواء في عدة ولايات أمريكية هذا الأسبوع، وفق "أكسيوس" الأمريكية.
خارجة عن السيطرة
وحذّر المسؤولون في غرب كندا من نشاط حرائق الغابات المتقلب، التي وصل عددها إلى 135 في أولى حرائق الغابات الكبرى منذ الموسم القياسي في كندا، وانحسرت أخيرًا في أكتوبر، فكانت في كولومبيا البريطانية (45 حريقًا) وألبرتا (46 حريقًا) اعتبارًا من ظهر اليوم الثلاثاء بالتوقيت الشرقي، وفقًا لمركز حرائق الغابات الكندي المشترك بين الوكالات.
وأدرجت بعض هذه الحرائق على أنها "خارجة عن السيطرة"، من بينها حريق بحيرة باركر في شمال كولومبيا البريطانية، الذي أحرق أكثر من 20 ألف فدان منذ أن بدأ الجمعة الماضي، حيث كان يقترب من بلدة فورت نيلسون، فصدرت أوامر الإخلاء بالفعل.
وصرّح مسؤولو الإطفاء في خدمة إطفاء الغابات في كولومبيا البريطانية لهيئة الإذاعة الكندية اليوم، بأن النيران كانت على بُعد 1.5 ميل من فورت نيلسون، لكن الرياح الهادئة غير المتوقعة أبقت النار بعيدًا عن المدينة.
ظروف صعبة
وأضافوا أن الهدوء في سلوك الحرائق والظروف الجوية المواتية حول فورت نيلسون من شأنها أن تساعد رجال الإطفاء على مكافحة الحريق.
وأثرت الحرائق في جميع أنحاء كندا على جودة الهواء في ست ولايات أمريكية اليوم، وهي داكوتا ونبراسكا وأيوا ومينيسوتا وويسكونسن.
وقال وزير إدارة الطوارئ في كولومبيا البريطانية بوين ما في مؤتمر صحفي أمس الاثنين: "إن رجال الإطفاء يواجهون ظروفًا صعبة للغاية في شمال المقاطعة وتم إصدار المزيد من أوامر الإخلاء في هذه المنطقة يوم الاثنين".
أوامر إخلاء
وأصدرت السلطات أوامر إخلاء لمجتمعات كولومبيا البريطانية الأخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقال كليف تشابمان، من خدمة حرائق الغابات في كولومبيا البريطانية، في مؤتمر صحفي حول حريق بحيرة باركر يوم الأحد: "الوقود جاف كما رأينا من قبل، وستستمر الرياح وستدفع النار نحو المجتمع. قد تتعرض طرق الهروب للخطر وستكون الرؤية سيئة مع استمرار تزايد الحريق".
وفي ألبرتا، أصدرت بلدية وود بافلو الإقليمية إنذارًا بإخلاء العديد من المجتمعات في منطقة فورت ماكموري بسبب حريق غابات خرج عن السيطرة واجتاح أكثر من 16 ألف فدان حتى مساء أمس الاثنين.
موسم آخر للحرائق
وقال المسؤولون الكنديون إن البلاد قد تواجه موسمًا آخر لحرائق الغابات النشطة للغاية بسبب درجات الحرارة الأعلى من المعتاد والجفاف الواسع النطاق.
وتعاني نحو نصف كندا من الجفاف، وتعتبر مقاطعتي كولومبيا البريطانية وألبرتا أكثر المقاطعات جفافًا، وفقًا لرصد الجفاف في أمريكا الشمالية.
وتعد حرائق الغابات التي تهدد فورت نيلسون عبارة عن حريق متبقي أو حريق "زومبي" لم يتم إخماده بالكامل بعد الموسم القياسي العام الماضي، وتنفرد الغابات الشمالية بمثل هذه الحرائق، حيث يتزايد نشاط الحرائق مع تغير المناخ.
تغير المناخ
وتشير الدراسات إلى أن تغير المناخ يؤدي إلى المزيد من حالات الطقس الحرج، حيث أصبحت حرائق الغابات أكثر تواترًا، كما أن تفاقم ظروف الجفاف يجعل مثل هذه الأحداث الجوية المتطرفة أكثر احتمالًا .
ومن المتوقع أن تستمر ظروف الجفاف في المناطق شديدة الخطورة في مايو، بما في ذلك المناطق الجنوبية من البراري والمقاطعات الغربية، وفقًا لبيان الحكومة الكندية الجمعة الماضي.