لا تزال العديد من حرائق الغابات الكبيرة تجتاح شمال ولاية تكساس الأمريكية، بعد أقل من أسبوع على اندلاعها، بما في ذلك الحريق الذي تحول إلى أكبر حريق في تاريخ الولاية، إذ تم إعلان حالة الكوارث في 60 مقاطعة بالولاية بسبب النشاط المستمر والمتزايد للحرائق، وتم إجلاء السكان الذين دمرت منازلهم ومزارعهم.
ودائمًا ما تشهد ولاية تكساس حرائق غابات مستعرة ومستمرة، خلال السنوات الماضية، ووفقًا لموقع إحصائيات الحرائق بالولاية الأمريكية "إيه آند إم"، شهد العام الماضي ما يزيد على 7.500 حريق التهم 205 آلاف فدان، بينما كان عام 2006 هو الأكثر عددًا بـ23 ألفًا، الذي التهم مليون و900 ألف فدان، ويعتبر الأكبر في تاريخ الولاية.
انتشار النيران
تسببت الحرائق المشتعلة بالولاية الأمريكية في تدمير مئات الآلاف من الأفدنة والمنازل، ويعتبر حريق "سموكهاوس كريك"، الذي اندلع في مقاطعة هاتشينسون، الأكبر في تاريخ الولاية، إذ التهم ما يقدر بنحو 1.075.000 فدان، وتم احتواء 3% فقط منه، كما انتشرت النيران بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، عبر الحريق إلى شمال غرب أوكلاهوما، ما أثر على العديد من الطرق السريعة على مستوى الولاية والمحلية، حيث احترق 25 ألف فدان في أوكلاهوما.
ولا يزال حريق ويندي دوس، الذي اندلع في مقاطعة مور نشطًا، حيث أحرق ما يقدر بنحو 142000 فدان، وتم احتواء 30% منه، بجانب حريق وادي العنب الذي اندلع في مقاطعة جراي القريبة إلى حرق ما يقدر بنحو 30 ألف فدان، وتم الاحتواء بنسبة 60%، كما التهمت مزرعة خاصة عمرها 120 عامًا تبلغ مساحتها 80 ألف فدان وتقع على طول النهر الكندي تقدر قيمتها بـ180 مليون دولار.
خسائر فادحة
وأدت الحرائق إلى عمليات إخلاء إلزامية للسكان في العديد من البلدات والمجتمعات، وقطع التيار الكهربائي عن الآلاف المنازل، وأغلقت منشأة للأسلحة النووية، التي تقوم بتجميع وتفكيك الترسانة النووية الأمريكية، حيث غذت الرياح القوية والعشب الجاف ودرجات الحرارة الدافئة غير المعتادة الحرائق، والتهمت مئات من الأفدنة والمزارع والسهول والماشية والمراعي الخصبة.
وأعلنت مدينة فريتش التي تم إخلاؤها عن اشتعال النيران على الأقل في 40 منزلًا، وتم إغلاق العديد من المناطق التعليمية، وإخلاء مستشفى ودار رعاية في شاتوك، وإعلان وفاة سيدة تبلغ من العمر 83 عامًا، وهي معلمة سابقة، التي توفيت في منزلها بعد عثور أفراد الأسرة عليها بمقاطعة هاتشينسون.
درجات حرارة مرتفعة
وحذرت هيئة الأرصاد الأمريكية من أن خطر الحرائق مُعرض للاستمرار، بسبب نشاط الرياح غير المعتاد في المنطقة التي دمرتها حرائق الغابات الأيام الماضية، ومن المتوقع بحسب مجلة "التايم" الأمريكية، أن تتجاوز درجات الحرارة في منطقة بانهاندل إلى 70 وحتى 80 درجة فهرنهايت من الجمعة إلى الأحد القادمين، في حين يمكن أن تتراوح سرعة الرياح من 30 إلى 45 ميلًا في الساعة.
ويعود السبب الرئيسي في الحريق المدمر، وفقًا للأرصاد الجوية، الرياح العاتية والظروف الجافة التي وفرت "الإعداد المثالي" للحرائق، وسجلت بعض المناطق في الولاية رياحًا تزيد سرعتها على 60 ميلاً في الساعة - أي ما يعادل 100 كيلومتر في الساعة، وكانت شديدة الجفاف مع رطوبة نسبية تبلغ 20% أو حتى أقل في بعض الأماكن.