يستعد الاتحاد الأوروبي لإطلاق الحزمة الـ14 من العقوبات الأوروبية على روسيا، ضمن أحدث جولة للتحركات الأوروبية التي تهدف إلى شل قدرة موسكو على مواصلة حربها ضد أوكرانيا، التي تتضمن عدة أمور من أهمها منع نشر الخلاف بين الأوروبيين عبر القنوات ووسائل الإعلام، بجانب الحد من إمدادات الغاز الروسي.
وتبنت الكتلة الأوروبية بالفعل 13 حزمة عقوبات ردًا على الحرب الروسية الأوكرانية، التي دخلت عامها الثالث، بهدف تقويض الناتج الاقتصادي لموسكو وقدرتها على مواصلة الحرب، ووفقًا لـ"بلومبرج" فإن المفوضية الأوروبية أوصت الدول الأعضاء بالموافقة على الحزمة الجديدة، التي ما زالت عبارة عن مسودة من المتوقع أن يتم فرضها خلال الفترة المقبلة.
حماية الانتخابات
يخطط الاتحاد الأوروبي، ضمن الحزمة، لمنع الأحزاب السياسية ومراكز الأبحاث من قبول التمويل الروسي، وبحسب مجلة "نيوزويك" من المنتظر أن تؤثر تلك الخطوة على الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، مثل حزب البديل من أجل ألمانيا في ألمانيا وحزب التجمع الوطني الفرنسي، بهدف حماية انتخابات البرلمان الأوروبي المزمع إقامتها يونيو المقبل.
وتضمنت المقترحات أيضًا منع أربع وسائل إعلام من البث في أوروبا، بالإضافة إلى المنافذ الروسية، وأكد أحد المسؤولين الدبلوماسيين الأوروبيين أن الاقتراح قيد المناقشة، ومن شأنه أن يحمي مواطني الاتحاد الأوروبي من "التدخل الخبيث"، ويُعتبر منطقيًا لمواجهة حملات الدعاية والتضليل القادرة على تقويض أسس المجتمعات الديمقراطية.
الغاز والكيماويات
تتضمن، أيضًا، الحزمة الـ14حظر نقل الغاز الطبيعي المسال من روسيا إلى دول خارج الكتلة في موانئ الاتحاد الأوروبي، ووفقًا لصحيفة فايننشال تايمز، سيتم فرض المزيد من القيود على الشركات التي تدعم حرب موسكو وتشديد ضوابط التصدير على السلع التي يمكن أن يكون لها تطبيقات عسكرية.
كما سيتم فرض المزيد من القيود على واردات الهيليوم الروسي، وعلى صادرات عدد من المواد الكيميائية وخامات المنجنيز والمركبات الأرضية النادرة والبلاستيك وآلات الحفر وشاشات الكمبيوتر والمعدات الكهربائية، كما اقترح الاتحاد الأوروبي فرض قيود على 11 سفينة يعتقد أنها جزء من أسطول الظل من السفن التي تساعد روسيا على التهرب من العقوبات
وعلى الرغم من هدف بروكسل المتمثل في التخلص من الغاز الروسي بحلول عام 2027، لا يزال العديد من أعضاء الاتحاد الأوروبي يعتمدون بشكل كبير على الغاز الروسي، ووصلت واردات الغاز الطبيعي المسال من روسيا إلى مستويات قياسية، العام الماضي.
التحويلات البنكية
من المنتظر أن يتم حظر استخدام نظام المراسلة المالية التابع لبنك روسيا، المسؤول عن التحويلات البنكية، وهو بديل لخدمة سويفت بين البنوك، وبحسب صحيفة برافدا الأوروبية، يمكن إضافة 52 كيانًا جديدًا إلى قائمة العقوبات، التي تشمل حظر السفر وتجميد الأصول.
وتأتي العقوبات في الوقت الذي يتعرض فيه الاتحاد لضغوط متزايدة من أوكرانيا لتعزيز دعمها العسكري، وسط هجوم روسي مكثف، ورغم ما تحتويه الحزمة الجديدة من عقوبات، إلا أن دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي أكد لصحيفة فايننشال تايمز، أنها في معظمها تقنية وليست جوهرية وليست حزمة قوية للغاية.