الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حرمانها من الدولار.. العقوبات الأمريكية تلاحق الصين والسبب روسيا

  • مشاركة :
post-title
الدولار الأمريكي

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تواصل الولايات المتحدة الأمريكية اتهام الصين بمساعدة روسيا عسكريًا في حربها مع أوكرانيا. وهو ما دفع واشنطن إلى وضع عقوبات قد تتسبب في فقدان بعض البنوك الصينية إمكانية الوصول إلى الدولار، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وذكرت الصحيفة نقلًا عن أشخاص مطلعين على الأمر أن هذه الإجراءات يتم اتخاذها لمنع ما تعتبره الولايات المتحدة دعمًا صينيًا للعملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا منذ فبراير 2022.

وعقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع الأسبوع الماضي، اتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الصين بتزويد روسيا بأجزاء تكنولوجية مهمة لصناعة الأسلحة لديها.

وقال بلينكن: "نرى أن الصين تتقاسم الأدوات الآلية وأشباه الموصلات وغيرها من العناصر ذات الاستخدام المزدوج التي ساعدت روسيا على إعادة بناء القاعدة الصناعية الدفاعية التي أدت العقوبات وضوابط التصدير إلى إضعافها كثيرًا".

وبحسب بيانات الجمارك الصينية، وصلت التجارة بين موسكو وبكين إلى مستوى مرتفع بلغ 240 مليار دولار في عام 2023، حيث أصبحت الصين واحدة من أكبر موردي السلع لروسيا منذ أن غادرت الشركات الغربية السوق الروسية في أعقاب الحرب.

ووسط تقارير تفيد بأن روسيا طورت طرقًا للتحايل على العقوبات، سعت الولايات المتحدة العام الماضي إلى معاقبة البنوك والمنظمات الأخرى التي تسهل التجارة.

وفي هذا الصدد، ذكرت "وول ستريت جورنال" أن العقوبات الجديدة على البنوك الصينية تعتبر خيارًا تصعيديًا في حالة فشل المحاولات الدبلوماسية الأخرى للحد من الصادرات من الصين.

هل تنجح الخطة؟

حرمان البنوك من الوصول إلى الدولار سيكون له آثار ضخمة على الصين، حيث إن اقتصادها في حالة محفوفة بالمخاطر بالفعل بعد أزمة ديون سوق العقارات، لكنه قد يؤدي أيضًا إلى نتائج عكسية على الولايات المتحدة من خلال تسريع جهود إلغاء الدولرة.

وردًا على العقوبات السابقة، كثفت روسيا والصين جهودهما لإنشاء آليات صرف لا تعتمد على الدولار، بل تعتمد على عملاتهم المحلية.

وعلى الرغم من ذلك، تقول "بيزنس إنسايدر" إن الصين لا تريد التخلص من الدولار بالكامل، بل تريد تقليص هيمنته وتوفير الأمن لاقتصادها إذا قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات أشد.

ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في أغسطس الماضي، أن الاقتصادات في "الجنوب العالمي" التي طالما انتقدت هيمنة الولايات المتحدة على النظام المالي، أصبحت حريصة بشكل متزايد على استخدام العملات ومنصات الصرف التي لا تتطلب العملة الأمريكية.

وقالت ألكسندرا بروكوبينكو، وهي زميلة في مركز أبحاث كارنيجي روسيا أوراسيا، لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن البنوك الصينية الإقليمية ظهرت ولم يكن لها دور يذكر في بورصات الدولار.

وتراهن الولايات المتحدة على أن الروابط المالية التي تربط الصين بالولايات المتحدة أقوى من علاقتها مع روسيا.

وقالت ماريا سنيجوفايا، وهي زميلة بارزة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، للصحيفة: "هناك نفوذ غير مستغل من قبل الغرب، خاصة في ظل هيمنة الدولار واليورو على النظام المالي".