يستعد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، لدعوة أوروبا إلى أن تكون "أكثر صرامة وحزمًا"، فيما وصفه بـ "مواجهة العدوان الروسي والصيني"، مع التأكيد على أهمية زيادة الإنفاق الدفاعي للكتلة الأوروبية، من 2% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.5%.
وفي حديثه المرتقب في المركز الوطني للأمن السيبراني في لندن، اليوم الخميس، سيجادل وزير الخارجية بأن بلاده وحلفائها بحاجة إلى تبني "حافز أكثر صرامة، من أجل عالم أكثر صرامة"؛ كما ذكرت صحيفة "التليجراف".
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من الإعلان عن طرد الملحق العسكري الروسي من المملكة المتحدة، بعد أن وصفه وزراء بريطانيون بأنه جاسوس.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تم الكشف أيضًا عن اختراق نظام وزارة الدفاع المستخدم لتخزين الأسماء والتفاصيل المصرفية للجنود، وألقى ساسة بريطانيون اللوم على الصين.
ومن المرجح أن يُنظر إلى خطاب اليوم الخميس، على أنه محاولة من كاميرون لطرح أفكاره حول مسار السياسة الخارجية للمملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
دعم الحلفاء
ووفق "التليجراف"، وصفت وزارة الخارجية خطاب كاميرون المزمع بأنه "أول خطاب سياسي له حول الصورة الكبيرة"، في محاولة لرسم كيف ينبغي للمملكة المتحدة أن تتعامل مع عالم أكثر خطورة؟.
ونقلت الصحيفة عن خطاب كاميرون المنتظر: "إذا كان غزو بوتين غير القانوني يعلمنا أي شيء، فهو أن القيام بأقل مما ينبغي، وبعد فوات الأوان، لن يؤدي إلا إلى تحفيز المعتدي على المضي قدمًا".
وأضاف: "أرى الكثير من الأمثلة على هذا الدرس الذي لم يتم تعلمه. لنأخذ البحر الأحمر على سبيل المثال، حيث تتعرض السفن للهجوم تلو الآخر. وفي حين انتقدت العديد من الدول هجمات الحوثيين، فإن الولايات المتحدة وبريطانيا فقط هي التي كانت مستعدة وقادرة على تصعيد الهجمات والرد عليها".
كما يشير الخطاب إلى الإنفاق الدفاعي في أوروبا "حيث لا يزال البعض غير راغب في الاستثمار، حتى مع احتدام الحرب في قارتنا. هذا لا يمكن أن يستمر".
ويوضح الخطاب، بوضوح، الإحباط الذي تشعر به الحكومة البريطانية، إزاء عدم قيام البلدان ذات التفكير المماثل ببذل المزيد من الجهد لمواجهة التحديات التي واجهها الغرب في الآونة الأخيرة.
ففي فبراير الماضي، ادعى الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات نوفمبر المقبل، دونالد ترامب، أنه "سيسمح لروسيا أن تفعل ما تشاء" لأعضاء التحالف الذين يفشلون في تحقيق أهداف الإنفاق.
ردًا على هذا التصريح، سيقول كاميرون: "نحن في معركة إرادات. يتعين علينا جميعًا أن نثبت خطأ خصومنا. يجب أن ترى قمة حلف شمال الأطلسي المقبلة أن جميع الحلفاء يسيرون على الطريق الصحيح للوفاء بتعهدهم الذي قطعوه في ويلز في عام 2014. نحن بحاجة إلى التفوق على المنافسة والتعاون والابتكار".
اختراقات متعددة
يتماشى حديث كاميرون مع التقييم الاستراتيجي للحكومة البريطانية -وهو تقييم مشترك بين الحلفاء- بأن عصر التنافس الجيوسياسي قد عاد بعد فترة من الهدوء النسبي في أعقاب الحرب الباردة.
وفي الشهر الماضي، تحدث رئيس الوزراء ريشي سوناك عن "محور الدول الاستبدادية" المكون من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.
ويشير تقرير "التليجراف" إلى أنه "لطالما حذر رؤساء المخابرات البريطانية من تدخل تلك الدول".
وجاء في التقرير: "إن المركز الوطني للأمن السيبراني، الذي اختاره كمكان لإلقاء الخطاب، هو بمثابة إشارة إلى تدخل الدولة الأجنبية".
وتُعاني المملكة المتحدة من عدد من الاختراقات الأمنية الضخمة في الآونة الأخيرة.
فقد أدلى جرانت شابس، وزير الدفاع البريطاني، يوم الثلاثاء، ببيان أمام مجلس النواب حول اختراق بيانات وزارة الدفاع؛ فيما ألقت مصادر حكومية -في السر- اللوم على الصين، وهو ما رفضته السفارة الصينية في لندن.
وكجزء من سلسلة من العقوبات الجديدة على روسيا، أُعلنت لندن، أمس الأربعاء، طرد الملحق العسكري الروسي، العقيد ماكسيم إلوفيك، من المملكة المتحدة، بعد اتهامه بالتجسس.
أيضًا، سيتم حصر العديد من العقارات المملوكة للروس، والتي يشتبه في استخدامها كقواعد تجسس من وضعها الدبلوماسي، كما كشف وزير الداخلية جيمس كليفرلي، في مجلس العموم.
كما ستحدد لندن قيود التأشيرات المفروضة على الدبلوماسيين الروس، والوقت الذي يمكنهم البقاء فيه في المملكة المتحدة.