أعلنت المملكة المتحدة عن استثمارات كبيرة لبناء أول منشأة أوروبية لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، بهدف كسر احتكار روسيا لسوق هذا النوع من المواد الخام، الذي يعد وقودًا أساسيًا لمفاعلات صغيرة حديثة.
كما تسعى بريطانيا إلى تعزيز قدراتها النووية لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة، في ظل انخفاض إنتاجها النووي إلى أدنى مستوياته على مدار 40 عامًا.
أول منشأة أوروبية لإنتاج اليورانيوم
بحسب وكالة "بلومبرج"، أعلنت المملكة المتحدة أنها ستستثمر 196 مليون جنيه إسترليني لبناء أول منشأة في أوروبا الغربية لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب "هاليو"، في إطار سعيها لكسر احتكار روسيا للسوق.
وأوضحت الوكالة أنه سيتم تقديم التمويل إلى يورينكو، وهو اتحاد بريطاني هولندي ألماني لإنتاج "هاليو"، وهو الوقود المطلوب لمعظم المفاعلات المعيارية الصغيرة المتقدمة.
كسر احتكار روسيا
يمكن للمفاعلات المعيارية المتقدمة، وهي أصغر حجمًا ويمكن إنتاجها في المصانع، أن تغير طريقة بناء محطات الطاقة من خلال جعل البناء أسرع وأقل تكلفة.
تعتمد الشركات في جميع أنحاء العالم التي تطور الأسلحة الصغيرة والمتوسطة الحجم على هاليو لتشغيلها، ولكن حاليًا يتم إنتاج هذا النوع من اليورانيوم المخصب تجاريًا فقط من قبل شركة "تينيكس" الروسية، وهي شركة تابعة لشركة روساتوم النووية الروسية الحكومية الكبرى.
وبحسب بلومبيرج، قال أندرو باوي، وزير الطاقة النووية والمتجددة البريطاني: "إن الإمكانات أوسع من مجرد السوق المحلية البريطانية.. لدينا حلفاء أكثر معارضة لروسيا وسيتطلعون إلى تعظيم منشأة يورينكو في المملكة المتحدة".
ومن المقرر أن يبدأ تشغيل أول مصنع للإنتاج بحلول عام 2031 في شمال غربي إنجلترا، وفقًا لوزارة أمن الطاقة في المملكة المتحدة.
وبحسب "بلومبرج"، تهدف بريطانيا إلى تعزيز قدرتها في مجال الطاقة النووية إلى 24 جيجاوات بحلول عام 2050، أي ما يعادل نحو ربع الطلب المتوقع على الكهرباء.
انخفاض قياسي
وانخفض إنتاج الطاقة النووية في المملكة المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 40 عامًا، العام الماضي، بعد إغلاق ستة مفاعلات منذ عام 2021، وفقًا للبيانات الحديثة الصادرة عن الحكومة البريطانية، في حين تمتلك بريطانيا حاليًا 9 مفاعلات نووية عاملة في 5 مواقع، لكن عددًا منها يقترب من نهاية عمره التشغيلي.
وأوضحت "بلومبرج" أن السعي لإنتاج هاليو يأتي بالتزامن مع سعي الغرب إلى خفض وارداته من الطاقة من روسيا في ضوء الصراع الأوكراني.
وفي العام الماضي، أعلنت شركة Centrus Energy الأمريكية أنها أنتجت أول دفعة صغيرة من الوقود، كجزء من استراتيجية واشنطن لخفض الاعتماد على الوقود النووي المستورد من روسيا.
وحددت الولايات المتحدة وارداتها من اليورانيوم الروسي بنسبة 20% من الطلب المحلي، لكن رغم ذلك فإنها استوردت العام الماضي ما يقرب من 1.2 مليار دولار من اليورانيوم الروسي، وهي أكبر كمية منذ عام 2009.