في خطوة حازت على الكثير من الاهتمام والجدل، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تحويل ما يقرب من مليون فدان من الأراضي حول الجراند كانيون في ولاية أريزونا إلى معلم وطني، ما يمنع استغلالها لأغراض التعدين، لا سيما استخراج اليورانيوم.
وبينما يرى البعض في هذا القرار خطوة حاسمة نحو حماية البيئة والتراث الطبيعي الأمريكي، فإن البعض الآخر يعتبره خطأ استراتيجيًا قد يثير توترات جديدة على الصعيد الدولي، كما يعرّض الاقتصاد الأمريكي للتوقف عن التعدين والاعتماد على الواردات الروسية لليورانيوم.
إعلان المنطقة الوطنية الجديدة
أعلن بايدن عن تحويل ما يقرب من مليون فدان من الأراضي حول الجراند كانيون في ولاية أريزونا إلى معلم وطني، في قرار أثار انتقادات من شركات التعدين وبعض المحافظين.
اليورانيوم والاعتماد على الواردات الروسية
تحتوي المنطقة حول الجراند كانيون على ترسبات غنية باليورانيوم لا يمكن استخراجها الآن، بينما تستمر الولايات المتحدة في استيراد اليورانيوم. وفي الوقت نفسه، تفرض الولايات المتحدة حظرًا على استيراد الوقود الأحفوري من روسيا.
ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن نحو 14% من إجمالي واردات اليورانيوم الأمريكية كانت من روسيا في العام 2021، بينما كانت نسبة 35% من كازاخستان، و15% من كندا و14% أخرى من أستراليا.
هدية لبوتين
انتقدت صحيفة "وول ستريت جورنال" قرار الرئيس الأمريكي، ووصفت الخطوة بأنها "هدية لبوتين"، مشيرة إلى أن المحطات النووية الأمريكية تعتمد على اليورانيوم الروسي بنسبة 12% من وقودها. وأشارت الصحيفة إلى أن قرار الرئيس كان "هدية رائعة لبوتين".
الردود الأكاديمية والتوقعات المستقبلية
كشف مارك شاناهان، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية بجامعة سري بالمملكة المتحدة ومحرر المشارك في كتاب "رئاسة ترامب.. من الحملة الانتخابية إلى المسرح العالمي"، أن قرار بايدن قد يضيف وقودًا لانتقادات خصومه السياسيين، لكن هذه الانتقادات لا يمكن أن يثبت خطاؤها، وفقا لمجلة "نيوزويك" الأمريكية.
التوازن بين التعدين والحفاظ على البيئة
أوضح شاناهان أن حقوق التعدين الحالية ستبقى قائمة، ما يتيح استخراج اليورانيوم داخل منطقة "آثار الأجداد" مستقبلًا. وأضاف أن الرئيس لا يغلق الباب أمام استخراج اليورانيوم في أريزونا، لكنه يجب أن يجد التوازن بين التقدميين الذين يركزون على حماية البيئة والعدالة التاريخية مقابل صناعة محلية تقدم وظائف وتقلل من الاعتماد على الواردات.
واختتم شاناهان قائلًا: "حتى الآن، اتخذ الرئيس قرارًا مدروسًا والحجة ضده تخلق المزيد من الحرارة من الضوء".
التوقعات المستقبلية والتأثير السياسي
أكد توماس جيفت، مدير مركز السياسة الأمريكية في جامعة لندن، أن الجمهوريين "سوف يستغلون قرار بايدن بحظر التعدين على اليورانيوم في الجراند كانيون بوصفها انتصارًا للنشطاء البيئيين المتطرفين". وأضاف أن القرار نفسه من غير المرجح أن يلعب دورًا مركزيًا في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، لكنه يندرج ضمن اتهام أوسع بأن الديمقراطيين يتنازلون عن النمو الاقتصادي والاستقلالية الطاقوية لخدمة أجندة أيديولوجية.