أثار القرار الأمريكي بتجميد شحنات أسلحة كانت جاهزة للشحن في طريقها إلى إسرائيل، مخاوف من احتمالية تعطيل المساعدات العسكرية التي أقرتها الإدارة الأمريكية لتل أبيب، في رسالة تبدو أنها لحمل حكومة الاحتلال على تغيير مسارها، بشأن اجتياح مدينة رفح الفلسطينية.
منع شحنات قنابل
وقال مسؤول أمريكي، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، منعت شحنات نوعين من القنابل الدقيقة من صنع شركة بوينج لإرسال رسالة سياسية إلى إسرائيل، وفق صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن الولايات المتحدة لم توقع بعد على صفقة بيع معلقة لذخائر الهجوم المباشر المشترك من شركة بوينج، التي تشمل الذخائر والأطقم التي تحولها إلى أسلحة ذكية، والقنابل ذات القطر الصغير، وفقًا لستة مصادر في الصناعة والكونجرس على علم بالمناقشات.
ذخائر جاهزة للشحن
وقال أحد كبار مساعدي الكونجرس وشخصان آخران مُطلعان على القرار: "إن الذخائر كانت جاهزة للشحن إلى إسرائيل عندما وردت أنباء عن تعليقها"، وأضاف شخص ثالث مسؤول في الصناعة، "أن الإدارة طلبت من شركة بوينج وقف الشحنة منذ تعليق الموافقة لأسباب سياسية".
وقال مساعد آخر في الكونجرس: "إن القضية المصنفة على أنها عملية بيع تجاري مباشر بين إسرائيل والمقاول الذي يتطلب موافقة الإدارة تم تأجيلها".
وأفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي، لأول مرة أنه تم احتجاز أسلحة مجهولة، فيما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه "لأول مرة الأمر يتعلق بصواريخ JDAM، ولم يتم الإبلاغ عن سبب التأخير، وحقيقة حجب القنابل الصغيرة القطر".
وقال الميجور جنرال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاجون، للصحفيين: "إنه ليس على علم بأي تغييرات في السياسة الأمريكية فيما يتعلق بشروط المساعدات المقدمة لإسرائيل"، وفق "بوليتيكو".
تطورات الصراع
يأتي هذا القرار بعد 48 ساعة من تطورات الصراع بين إسرائيل وحماس، ردًا على الهجوم الصاروخي الذي شنته حماس، نهاية الأسبوع، وأدى إلى مقتل جنود إسرائيليين، ودعوة إسرائيل 100 ألف مدني في رفح الفلسطينية بإخلاء جزء من المدينة والتحرك نحو منطقة آمنة على الساحل، وبعد إصدار حماس إعلان موافقتها على اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقترحته.
وبعد فترة وجيزة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية جديدة في مدينة رفح الفلسطينية، جنوب غزة، وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، "إن إسرائيل ستواصل العملية لممارسة الضغط العسكري على حماس".
وأجرى بايدن ونتنياهو مكالمة هاتفية مدتها 30 دقيقة، أمس الاثنين، ما يعكس الشعور بالإلحاح في الإدارة الأمريكية، فيما حذر بايدن وكبار مسؤوليه منذ أشهر إسرائيل من شن عملية في رفح، إذ يعيش أكثر من مليون نازح فلسطيني.
محاولة للضغط
ووجد التحرك الأمريكي لتأخير شحنات الأسلحة طريقة جديدة للضغط بهدوء على إسرائيل دون الوقف العلني للمساعدات العسكرية بشكل عام، إذ تبدو إدارة بايدن محبطة بدرجة كافية من معاملة إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في غزة، لدرجة أنها مستعدة لسلوك طريق أكثر دقة في الوقت الحالي، وربما تأمل أن يكون ذلك كافيًا لحمل الحكومة الإسرائيلية على تغيير مسار الغزو الكامل لقطاع غزة في مدينة رفح الفلسطينية، وفق "بوليتيكو".
وأحجم النائب جريجوري ميكس، العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، لعدة أشهر عن الموافقة على طلب إدارة بايدن لبيع طائرات من طراز F-15 بقيمة 18 مليار دولار وذخائر لإسرائيل.
وقف الأسلحة إلى إسرائيل
ويتعين على إدارة بايدن إخطار الكونجرس بحلول يوم الأربعاء، بما إذا كانت إسرائيل انتهكت القانون الدولي أو حجبت المساعدات الإنسانية لغزة، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الدعوات لوقف شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل.
وفي فبراير الماضي، أصدرت إدارة بايدن مذكرة تنص على أن متلقي المساعدات العسكرية الأمريكية يجب أن يقدموا ضمانات بأنهم يلتزمون بالقوانين الأمريكية، وأنه يجب على وزارة الخارجية تقييم تلك الضمانات.
وكثف المشرعون الذين كانوا يضغطون على إدارة بايدن لحجب الأسلحة الهجومية عن إسرائيل، هذه الدعوات في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على رفح الفلسطينية، وقال السيناتور كريس فان هولين، "إن بايدن يجب أن ينفذ تحذيراته المتكررة بأن إسرائيل لا ينبغي أن تهاجم المدينة".
لا ندعم هذا الغزو
وقال فان هولين في بيان: "لا يمكننا أن ندعم مثل هذا الغزو بالنظر إلى الخسائر الإضافية، التي لا حصر لها في صفوف المدنيين والتأثير المدمر على المساعدات الإنسانية الذي سيتبعه، ومن المهم بالنسبة للرئيس والولايات المتحدة استخدام جميع الأدوات السياسية المتاحة لنا لفرض هذا الموقف".
وشدد: "سأواصل حث الإدارة على وقف تسليم الأسلحة الهجومية الممولة من دافعي الضرائب الأمريكيين حتى يتم تلبية طلبات الرئيس فيما يتعلق بسلوك حكومة نتنياهو في هذه الحرب".
مساعدات بقيمة 17 مليار دولار
وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة مساعدات خارجية بقيمة 17 مليار دولار تشمل تقديم دعم عسكري لإسرائيل، وشملت حزمة المساعدات 26.4 مليار دولار دعمًا عسكريًا لإسرائيل ومساعدات إنسانية لغزة.
وأكد جونسون عبر منصة إكس "تويتر سابقًا" أن حزمة المساعدات التي وصفها بالتكميلية "تزود إسرائيل بأنظمة أسلحة متطورة، ونظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي، وتجدد مخزونات الدفاع الأمريكية المحلية، وهذه المساعدات ضرورية ومهمة للغاية، إذ تدافع إسرائيل عن حقها في الوجود".