حذّرت العديد من الدول والمنظمات الإنسانية والإغاثية، من المخطط الإسرائيلي المزعوم، لاقتحام مدينة رفح الفلسطينية، وهي العملية التي ستفاقم الأزمة التي يعيشها المنطقة المكتظة بالسكان، وتضيف مأساة كبيرة أخرى على الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.
وتمت الموافقة على العملية في رفح الفلسطينية، جنوب قطاع غزة، بالإجماع من قِبل مجلس الوزراء الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنه فور الشروع في إخلاء السكان، فمن المتوقع أن تبدأ العملية في غضون أيام قليلة.
مخاطر إنسانية بالغة
كانت مصر أولى الدول التي أصدرت تحذيرات من مخاطر العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة، وأعلنت أنها من المنتظر أن تؤدي إلى مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يوجدون في تلك المنطقة، حيث تواصل مصر اتصالاتها على مدار الساعة مع الأطراف كافة من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة.
وطالبت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، إسرائيل بممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث أكد مصدر مصري رفيع المستوى لـ"القاهرة الإخبارية"، اعتزام وصول وفد من حركة حماس إلى القاهرة غدًا الثلاثاء لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
تغيير المسار
وجددت فرنسا معارضتها بشدة للهجوم الإسرائيلي على رفح الفلسطينية التي تؤوي أكثر من 1.3 مليون شخص، كما دعت أستراليا حكومة نتنياهو إلى تغيير مسارها، وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد أكد المتحدث باسم وزير الخارجية الأسترالي، بيني وونج، أنه ينبغي لإسرائيل تغيير مسارها، وعدم اقتحام رفح التي لجأ أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى رفح هربًا من القتال في أماكن أخرى.
من جانبه طالب جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، إسرائيل إلى "التخلي" عن فكرة الهجوم البري، ودعا الجانبين إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2728، الذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار من قِبل جميع الأطراف ما يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار مستدام، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ورفع جميع الحواجز التي تحول دون تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع.
النزوح القسري الجديد
وفي السياق ذاته أكدت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين الأونروا، أن الهجوم على رفح سيجعل من الصعب عكس اتجاه توسع المجاعة التي هي من صنع الإنسان في غزة، وسوف يؤدي إلى طبقة إضافية من المأساة التي لا تطاق بالفعل بالنسبة لسكان غزة، مؤكدة أن المطلوب هو وقف إطلاق النار الآن، وليس النزوح القسري الجديد والقلق من المعاناة التي لا نهاية لها.
أضرار جسيمة
وطالبت منظمة كير الدولية ومقرها بريطانيا إلى التحرك بشكل عاجل لمنع توسيع العمل العسكري الإسرائيلي في رفح، لافتة إلى أنه يمثل خطرًا كبيرًا يتمثل في إلحاق أضرار جسيمة بالأسر والمجتمعات، وعمل غير قانوني سيؤدي إلى عواقب كارثية، حيث لا يوجد مكان آمن للذهاب إليه في غزة.
ووجه الجيش الإسرائيلي بحسب وزير الدفاع نداءات للسكان والنازحين لإخلاء الأحياء الشرقية من رفح من خلال الإعلانات والرسائل النصية والمكالمات الهاتفية والبث الإعلامي باللغة العربية.